الآسيوي يهدد الذين يخلطون الرياضة بالسياسة

  • 6/24/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة -  الراية : يوماً بعد يوم تؤكد قطر أنها تسير في الطريق الصحيح، وأنها ملتزمة باللوائح والقوانين التي تحكم العلاقات بين الجميع، بينما غيرها يسير في عكس الاتجاه ويصرّ على ربط السياسة بالرياضة في تأكيد على وجود مؤامرة أكبر من مجرد قطع العلاقات السياسيّة من جانب بعض الدول وفرضها حصاراً جائراً على قطر بلا أي سند قانوني. وكان البعض يعتقد أن الخلافات السياسية ستظل في إطارها ولن تمتدّ الى الجوانب الأخرى، لكن المفاجأة أن الخلافات وصلت إلى العلاقات الاجتماعيّة والاقتصاديّة، وحتى الرياضية التي لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بالسياسة، والتي ربما تكون الوسيلة الأمثل لإصلاح ما أفسدته الخلافات السياسيّة بين الأشقاء. تطوّرت الأمور بشكل غريب ومثير لتصل الخلافات إلى الجانب الرياضي، بما في ذلك النقل التلفزيوني، ما اضطر أكبر الكيانات والهيئات الرياضية العالمية إلى التدخل لوضع حد لما يحدث من جانب الأشقاء الذين يفعلون المستحيل لمزيد من قطع العلاقات، وكان آخرها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (AFC) الذي أصدر بياناً أمس عبر موقعه الإلكتروني الرسمي طالب فيه الاتحادات الوطنية باحترام مبادئ الحياد السياسي، كما طالبها بالالتزام بإدارة شؤونها باستقلالية، وحذر الاتحاد الآسيوي من أنه سيقوم بتوقيع عقوبات وقرارات انضباطيّة لمن يخالف مبادئ نظامه الأساسي. بيان الآسيوي وقد خاطب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم برئاسة الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد، جميع الاتحادات الوطنية الأعضاء رسمياً، مشدداً على أن جميع أطراف اللعبة في كرة القدم الآسيوية يجب أن تحترم مبادئ الحياد السياسي. وشدّد الاتحاد الآسيوي في الرسالة على أن هذا المبدأ يعتبر الحجر الأساسي بالنسبة له وللحركة الرياضيّة العالميّة، وهو ما ينعكس في المادة 3.2 من النظام الأساسي في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم التي تقول: «الاتحاد الآسيوي لكرة القدم حيادي في جميع الأمور السياسية والدينية». وشددت الرسالة على أن الاتحادات الوطنية الأعضاء يجب أن تلتزم بالمادة 14.4 والتي تقول: «الاتحادات الوطنية الأعضاء يجب أن تدير شؤونها باستقلالية ودون تدخل من أطراف أخرى». وأوضحت الرسالة: «يطالب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أطراف اللعبة أن تحترم المبادئ الأساسية في المستقبل، وفي هذا الشأن فإن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يشدّد على المادة السادسة من النظام الأساسي والتي تقول: «كل شخص ومنظمة ملتزمون بشكل مباشر أو غير مباشر بهذا النظام الأساسي، يجب أن يحترموا النظام وأي تعليمات وتوجيهات وقرارات أخرى صادرة عن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. ولن يتردد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في اتخاذ قرارات انضباطيّة بحق أي مخالفة لمبادئ النظام الأساسي، وسوف يتم توجيه تعليمات إلى مراقبي المباريات الذين يتم تعيينهم من أجل التبليغ عن أي مخالفة. الإفريقي في الصورة ويأتي بيان الاتحاد الآسيوي بعد ساعات من التحذير الذي أرسله الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) برئاسة أحمد أحمد رئيس الاتحاد، إلى الاتحاد المصري بسبب (bein sport)، وبعد أن عكفت الأندية المصرية والمنتخب على مخالفة اللوائح والقوانين ومقاطعة قناة (bein sport) الناقل الحصري لمباريات تصفيات كأس إفريقيا ودوري أبطال إفريقيا. وأصدر الاتحاد الافريقي بياناً قال فيه: من ضمن المبادئ والقيم الأساسيّة للحركة الأولمبية، تلبية حاجة الجميع للرياضة بصفة عامة، وكرة القدم بصفة خاصّة، وعلى اللاعبين والأندية والاتحادات الوطنية احترام الحيادية والاستقلالية، خاصة على المستوى السياسي في إطار شبكة عمل الأحداث الرياضية التي يشاركون بها». وتابع البيان الذي أصدره الاتحاد الافريقي ونشره على موقعه الرسمي: «ضمان احترام هذه المبادئ من الحيادية والاستقلالية جزء من المهام القانونية لكل من «الكاف» و»الفيفا»، وكذلك من ضمن التزامات الاتحادات الأعضاء. وأضاف بيان الكاف: «تمت ملاحظة بعض التصرفات غير المناسبة بهذا الصدد مؤخراً من قبل ممثلي أندية معينة ومنتخبات تُنافس في مسابقات «الكاف»، هذه التصرفات لا مجال لها في المسابقات الرياضية». وذهب الاتحاد الإفريقي أبعد من ذلك بقوله: «يدعو «CAF» أصحاب المصلحة المعنيين إلى أن يسود الاحترام، بغض النظر عن الحساسيات والضغوط، ويشير إلى أنه سيكون يقظاً فيما يخص احترام هذه المبادئ الخاصة بالحيادية والاستقلالية في كل المباريات المستقبلية التي تقام تحت رعايته». وطالب المسؤولين بتشديد الرقابة بالقول: «يجب أن يكون هناك اهتمام خاص من جميع اللجان المنظمة لمسابقات «الكاف»، بما في ذلك لجنة «الكاف» المنظمة لبطولات الأندية، وكذلك مراقبو المباريات والمنسقون العامون لمثل هذه الوقائع. وسيقوم مراقبو المباريات والمنسقون العامون برفع التقارير اللازمة، وبناءً عليها ستقوم اللجان المنظمة المختصة باتخاذ العقوبات المناسبة بما يتفق مع اللوائح المطبقة». الأنوك ينصف قطر ورفض اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك) برئاسة الشيخ أحمد الفهد الصمت إزاء ما يحدث وأصدر بياناً بدوره أعرب فيه عن أمله في ألا تتعرّض الحركة الرياضيّة الدوليّة في قطر للخطر بسبب الوضع الجيوسياسي في منطقة الخليج. وأشار البيان إلى أن قطر أكدت دائماً على استعداداتها القوية وأنها قادرة على استضافة الفعاليات الرياضية الدولية وستعيد العالم إلى المنطقة عندما تستضيف بطولة العالم لألعاب القوى عام 2019، وكأس العالم لكرة القدم 2022 وكذلك بطولة العالم للألعاب المائية الدوحة 2023 وغيرها من الأحداث الرياضية الدولية. وتأمل أنوك بإخلاص أن يتم حل الوضع الجيوسياسي الخاص بقطر قريباً وألا يؤثر ذلك على القيمة التي لا تصدق التي تقدمها قطر للرياضة العالمية. وقال الاتحاد في بيانه: تعتبر اللجنة الأولمبية القطرية واللجان الأولمبية الوطنية المجاورة في منطقة الخليج شركاء قيمين للحركة الأوليمبية في العالم، وقد طورت الرياضة بشكل كبير في بلدانها في السنوات الأخيرة. كما لعبت الرياضة دوراً رئيسياً في فتح المنطقة أمام العالم. وأضاف البيان: في العام الماضي، جمعت اللجنة الأولمبية القطرية كل اللجان الأولمبية في الدوحة واستضافت الجمعية العامة لأنوك وكذلك توزيع جوائز الأنوك على الأبطال والبطلات وكانت استضافة رائعة، وبقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. الفيفا ومونديال 2022 ومنذ اليوم الأول للأزمة كان الفيفا حاضراً وبقوة ومسانداً لقطر من خلال التصريحات الحاسمة التي أدلى بها رئيسه انفانتينو والذي أكد أن مونديال قطر 2022 ليس في خطر. وأضاف رئيس الفيفا: «كأس العالم، ستقام عام 2022 بعد خمسة أعوام. بالتأكيد، إذا كان بإمكان كرة القدم تقديم مساهمة صغيرة في أي شكل من الأشكال، من أجل تحسن للوضع، فإنني لن أتردد لتقديم مساعدتي». وشدد انفانتينو على أهمية ابتعاد السياسة عن الرياضة وقال: الدور الأساسي للفيفا، كما أراه، هو الاهتمام بكرة القدم وعدم التدخل في شؤون الجغرافيا السياسية. وأردف قائلاً: «ومع ذلك، صحيح أن الفيفا يجب أن يظل متنبهاً لما يحدث، وبالتالي فنحن نلاحظ بعناية تطوّر الوضع. نحن أيضاً على اتصال منتظم مع السلطات العُليا في قطر واللجنة المنظمة». كما أكد رئيس الاتحاد الدولي على ثقته من أن المنطقة ستعود إلى وضع طبيعي، وقال: نحن بالفعل نواجه أزمة دبلوماسية. ولكنني من ناحية أخرى، واثق من أن المنطقة ستعود إلى حالة طبيعية.

مشاركة :