نحن لا نشجع فريقاً يلعب تحت سقف النظام، وكل اللاعبين متواطئون مع الاتحاد الرياضي الذي يتبع رتبة عسكرية معينة. هذا كان مختصر كلام كل الأصدقاء المعارضين مؤخراً ونحن نتحدث عن مباراة سوريا وقطر في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، البعض من الأصدقاء أجمع على تشجيع فريق قطر، ليس من باب الانتماء العروبي بشكله العام، ولكن ردة فعل وكرهاً لكل ما يمُتّ للنظام السوري بصلة، وأحد الأصدقاء قرر تشجيع الحكم الذي تبين أنه عراقي الجنسية، وهنا قلت أنا ساخراً: إن الحكم يتبع للحشد الشعبي الذي يشترك في القتال بجانب النظام السوري. عودة أو (خيانة) بعض اللاعبين الذين تركوا النظام وانحازوا للشعب من أمثال فراس الخطيب وعمر السوما كانت المادة الدسمة في الفترة الماضية بالنسبة لمتابعي الرياضة من المعارضين؛ حيث قال أحدهم: إن فاز الفريق السوري سوف نقول إن الفضل للاعبي المعارضة. في تاريخ كرة القدم السورية الكثير من حالات الواسطة في انضمام اللاعبين لصفوف المنتخب الأول، وهو ما انعكس سلباً على المنتخبات التي لم تقدم نتائج ترضى عنها الجماهير السورية المحبة لكرة القدم، التي تشجع وتتفاعل بكل جوارحها مع كل ما يتعلق بالرياضة السورية. ومع بداية الثورة 2011 تراجعت الرياضة السورية حكماً نتيجة القصف والتشريد، وكذلك انقسام اللاعبين بين معارض ومؤيد. ولكن الفريق السوري (فريق النظام) للأمانة فقد حقق حتى الآن نتيجة إيجابية، وهو ينافس بقوة على بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم، وبخاصة مع عودة اللاعبين المعارضين إلى صفوفه. لا يجب أن نخلط بين الرياضة والسياسة، فاللاعبون هم أفراد لهم طموحاتهم وآمالهم، وأي لاعب كرة قدم يحلم بتمثيل اسم بلده في المحافل الدولية والرسمية. اللاعبون الذين غادروا سوريا حاملين مواقفهم السياسية وحالمين بفريق وطني قد يكون في سوريا الجديدة لم تتحقق أحلامهم، ولم يعترف الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا إلا بالفريق الذي يتبع النظام السوري، ومن وجهة نظر اللاعبين سيحملون اسم سوريا إلى الاستحقاقات القادمة، سيحملون هذا الاسم فقط بعيداً عمن يحكم البلد. يعتبر الكثير من المعارضين المعتدلين أن الوقت قد حان لنتقبّل بعضنا ونفتح صفحة لبناء سوريا الجديدة، سوريا المدنية. والقناعة باتت واضحة بأن الحاكم سيرحل عاجلاً أم آجلاً والباقي هو الشعب. نحتاج أن نحاكم القتلة، وأن يتم تعويض المتضررين وكذلك عودة النازحين لبيوتهم وأراضيهم مع ضمان أمنهم وارجاع ممتلكاتهم كاملة، والأهم أن تخرج القدم الغريبة من أرضنا ونفوسنا. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
مشاركة :