أكد د. ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم أن العام الدراسي المقبل سيشهد تطبيق عدد من المناهج الدراسية الجديدة في مختلف المراحل الدراسية، وتطوير عدد آخر منها، بما في ذلك المنهج الخاص بمرحلة رياض الأطفال، انطلاقًا من اهتمام الوزارة المستمر بمراجعة وتحديث مناهجها الدراسية، باعتبارها مدخلاً رئيسًا للارتقاء بالمنظومة التربوية والتعليمية ككل، والنهوض بمستوى مخرجات التعليم، بما يواكب التوجهات الدولية في هذا المجال. وأضاف الوزير خلال مجلسه الرمضاني، الذي حضره عدد من كبار المسؤولين بالدولة ورجال الأعمال والأكاديميين والإعلاميين والمواطنين، أن هذا التطوير في المناهج سيشمل العديد من المواد ومنها: اللغتان العربية والإنجليزية، والرياضيات، والتربية للمواطنة، والتربية الإسلامية، وتقنية المعلومات والاتصال، لافتًا إلى أن الوزارة ستنفذ عدة برامج تدريبية لمعلمي ومعلمات هذه المواد، لإكسابهم مهارات تطبيق المناهج الجديدة والمطورة، بما يضمن تحقيق أقصى استفادة منها. وأشار الوزير إلى أنه تماشيًا مع جهود الوزارة في الانتقال إلى التعلم الإلكتروني الشامل، التي بدأت مع انطلاقة مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل، وصولاً إلى المرحلة المتقدمة منه وهي التمكين الرقمي في التعليم، فإن الوزارة تعمل باستمرار على توفير نسخ رقمية لجميع الكتب الدراسية الورقية، وإتاحتها عبر بوابة الوزارة التعليمية الإلكترونية. وتوسع الوزير في الحديث عن تطوير مناهج المواد التالية: وأوضح الوزير أنه سيتم طرح كتاب جديد للغة الإنجليزية لطلبة المستوى الثاني من المرحلة الثانوية، بهدف تنمية المهارات اللغوية ومهارات التفكير الناقد والابداعي وقيم التواصل والتعاون لديهم، كما سيطرح كتاب لغة إنجليزية جديد لطلبة المستوى الثاني من التعليم الفني والمهني، والذي يتسق بشكل كبير مع حاجات الطلبة وتخصصاتهم الفنية والمهنية، ويشمل العديد من الأنشطة السمعية والبصرية المعززة لمهارات التعلم الذاتي والإلكتروني. وسيتم كذلك تنفيذ المرحلة الثالثة من تطبيق المنهج الجديد لمادة اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية، والذي يمكن كل طالب من قراءة 81 قصة على الأقل مع نهاية هذه المرحلة الدراسية قبل الانتقال إلى المرحلة التي تليها، وقد تم وضع خطة لتدريب معلمي ومعلمات المادة على مهارات الاستخدام الأمثل لهذا المنهج. وتابع الوزير: تم كذلك تطوير كتاب اللغة العربية ودليل المعلم الخاص به للصف الأول الابتدائي، بما يسهم في تنمية اعتزاز الطالب بهويته الوطنية والخليجية والعربية والإسلامية، ويرسخ لديه روح الولاء للوطن ورموزه، وينمي قدرته على التواصل باللغة العربية الفصحى في سياقات ومقامات تخاطبية دالة. كما تم تطوير كتب الصفين الخامس والسادس بتضمينها نصوصًا جديدة تلبي حاجات الطالب المعرفية، وتكسبه القدرة على التعامل مع أنماط مختلفة من فنون الكتابة، فضلاً عن تعزيز قيم الاعتزاز باللغة الأم، والانفتاح على الثقافة الإنسانية، وإعلاء راية التسامح وقبول الآخر والتفاعل معه إيجابيًا، إضافة إلى تطوير كتب المرحلة الإعدادية بمستوياتها الثلاث، بتضمينها موضوعات جديدة، تهدف إلى تنمية الحس الوطني لدى الطلبة. وبيَّن الوزير أنه استكمالاً لتطبيق الاستراتيجية العددية في المرحلة الإعدادية، فإنه ستُصدر الطبعة الثانية من كتاب الرياضيات الذهنية ومهارات التفكير للصف الثاني الإعدادي، إضافة إلى إصدار طبعات جديدة لأدلة المعلمين ووحدات المراجعة والتقويم التربوي لمختلف مستويات المرحلة الإعدادية، كما ستنفّذ عدة برامج تدريبية لمعلمي الرياضيات بهذه المرحلة؛ لإكسابهم مهارات تنفيذ هذه الاستراتيجية. وأشار الوزير إلى تأليف كتاب جديد لمادة التربية للمواطنة وحقوق الإنسان «وطن 101» في المرحلة الثانوية، فضلاً عن تطوير جميع كتب هذه المادة للتعليم الأساسي، وذلك لتنمية اعتزاز الطالب بهويته الوطنية والخليجية والعربية والإسلامية، وترسيخ روح الولاء للوطن ورموزه، وتعزيز قيم التسامح والتعايش والحوار. وستشهد المناهج الدراسية لمادة تقنية المعلومات والاتصال للمرحلة الإعدادية بمستوياتها الثلاث جانبًا من التطوير، للتوافق مع أحدث نظام لتشغيل الحواسيب الآلية «ويندوز 10»، وبما يمكن مدارس التمكين الرقمي من استخدام تطبيق الأنظمة المكتبية الحديث «أوفيس 365». وتتضمن هذه الكتب الإلكترونية المطورة مقاطع فيديو تتناول محتوى الكتاب، وأنشطة تقويمية، ودليل للطالب يتضمن رسومات ونصوص في شكل تمارين ضمن الموضوعات المقررة. وتم تطوير مناهج مادة التربية الإسلامية في الحلقة الثانية من التعليم الأساسي، بتضمين عدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تدعو إلى التحلي بقيم التسامح والتعايش وتقبل الآخر، كما ستُعزز هذه المناهج بمواد إثرائية، منها ملفات صوتية رقمية لسور من القرآن الكريم. كما تم استكمال تأليف 17 من الكتب الدراسية والأدلة الخاصة بالمعلمين وأولياء الأمور، لتُطرح ضمن منهج الخبرات التعليمية لطلبة المستوى الثالث في رياض الأطفال، ومنها خبرة «أنا في الروضة»، التي تهدف إلى تشكيل روابط عقلية ونفسية إيجابية لدى الطفل تجاه الروضة، فضلاً عن خبرة «وطني البحرين»، التي تهدف إلى غرس قيم الانتماء للوطن والتسامح والعيش المشترك والتعاون واحترام النظام وحقوق الآخرين، إلى جانب خبرة «أسرتي ومسكني»، إذ تسعى إلى تعزيز المفاهيم المتعلقة بالتفاعل والترابط الأسري، وخبرة «الاتصال والتواصل»، التي تهدف إلى تعريف الطلبة بأساسيات بناء العلاقات الاجتماعية الناجحة، كما ستُدرب معلمات رياض الأطفال على تطبيق هذه الخبرات التعليمية، وكل ذلك بهدف تطوير ما يتلقاه الطلبة من تعليم في هذه المرحلة، وتهيئتهم للانتقال إلى المرحلة الابتدائية. وقد تم تطوير كتاب الثقافة الشعبية للمرحلة الثانوية، وهو مقرر إثرائي تطبيقي، يهدف إلى إثارة اهتمام الطالب بالمظاهر الحضارية للثقافة الشعبية البحرينية، واستلهام ما يتصل بها من أنماط الحياة الاجتماعية والاقتصادية التي عاشها الإنسان البحريني قديما، وإبراز ما تميز به من قدرات إبداعية ومهارات ابتكارية في جميع المجالات، فضلا عن تشجيع الطلبة على محاكاة السلوكيات والعادات والتقاليد الأصيلة، بما يعزز روح الولاء والانتماء الوطني لديهم. كما تم تطوير مساق الثقافة المرورية، وهو مقرر إثرائي للمرحلـة الثانوية، يهدف إلى تربية النشء على إدراك مسؤولياتـه والوعي بواجباته في حفظ حق الآخرين في الحياة، واحــترام حقوقهم في السلامة على الطريق.
مشاركة :