حذر الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله «إسرائيل من أنها إذا شنّت حرباً على سورية أو لبنان، ليس من المعلوم أن يبقى القتال لبنانياً- إسرائيلياً أو سورياً- إسرائيلياً، وهذا لا يعني أنني أقول إن هناك دولاً قد تتدخل في شكل مباشر، لكن قد تفتح الأجواء لعشرات الآلاف، بل مئات آلاف المجاهدين والمقاتلين من كل أنحاء العالم العربي والإسلامي ليكونوا شركاء في هذه المعركة». وقال نصرالله في كلمة متلفزة لمناسبة «يوم القدس» أمس: «بعض السفراء الأجانب يهولون على المسؤولين السياسيين بأن هناك حرباً في لبنان وسيكون الصيف ساخناً». ونسب إلى وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان «الذي كان يهددنا» قوله: «ليست لدينا أي نية بالمبادرة إلى أي عملية عسكرية، لا في الصيف ولا في الخريف، لا في الشمال (يعني عندنا) ولا في الجنوب (يعني في غزة) هدفنا هو الحؤول دون الحرب وباستطاعتك أن تحول دون نشوب حرب من خلال خلق ردع حقيقي وصادق». وأضاف نصرالله: «لماذا لا يريد حربا لا مع غزة ولا مع لبنان، لانها مكلفة عليهم، وعلينا أن نفهم قيمة انجاز المقاومة في لبنان وغزة». وأكد أن «المقاومة تملك القدرة على أن تجعل الحرب مع إسرائيل مكلفة جداً عليها، وهو يقول (ليبرمان) أنه يريد النصر وهو يعلم أن الحرب على غزة ولبنان لن ينتصر فيها... يدمر، يقتل، يستبيح، لا أحد يناقش في وحشية العدو وقدراته الكبيرة لكن لا يستطيع أن يحقق نصراً لأن هناك مقاومين وأبطالاً وقيادات سياسية». وقال: «العدو ليس لديه لا باب ولا منفذ ليشن حرباً ينتصر فيها على غزة وهذا الذي يردعه». ونسب أيضاً إلى رئيس أركان جيش العدو قوله: «على رغم الواقع الذي وصفناه ورغبتنا بإبعاد منظمة حزب الله من جنوب الليطاني كما هو المطلوب في القرار 1701 لدينا مصلحة بأن يستمر هذا الهدوء لأعوام طويلة إلى الأمام». وقال نصرالله: «منطقتنا دخلت في مرحلة مختلفة تماماً، وهذا مفصل صعب ومؤلم وفيه الكثير من الأخطار والتحديات، وفيه الكثير من الإرادات والتضحيات والصمود والإنجازات». ورأى أن «أحد أهم الأهداف المركزية للأحداث الكبرى والحروب من سورية إلى العراق واليمن وليبيا، هو تهيئة كل المناخات السياسية والرسمية والشعبية والوجدانية والعملية لتسوية، لمصلحة العدو الإسرائيلي وبشروطه وعلى حساب الشعب الفلسطيني». ولفت إلى أن «ما يتعرض له الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها من صعوبات، الموضوع المركزي لتحقيق هذا الهدف هو تيئيسه ليتنازل عن أرضه». وقال: «إيران كداعم أساس لفلسطين ولحركات المقاومة في المنطقة، تتعرض لعقوبات اقتصادية وضغوط سياسية، ومؤامرات لعزلها وتحويلها إلى عدو بدل إسرائيل واستنزافها في الحروب ونقل الحرب إلى داخلها بواسطة الجماعات التكفيرية». وأضاف: «إيران لم تعزل وصمدت وتتحد عندما يمس بسيادتها واستقلالها ومصيرها. ونحن يجب أن نكون مرتاحين إلى أن هناك قوة إقليمية راسخة في هذا المحور. وستكون إيران أكثر حضوراً في سورية والدليل على ذلك الصواريخ على دير الزور والتي أصابت أهدافها بدقة ودمرت مراكز للإرهابيين وقتلت منهم». واعتبر أنه «إذا كان من نقاش في إيران حول جدوى وجودها في سورية فإنه توقف بفعل الحرب مع الإرهاب». وقال نصرالله إن «سورية هي دولة مركزية في محور المقاومة وهي جبهة مع العدو ولها أرض محتلة وداعم أساس للمقاومة في لبنان وفلسطين، وعقبة كبيرة أمام أي تسوية عربية شاملة على حساب المصالح العربية، عملوا خلال السنوات الماضية لإسقاط نظامها السياسي وتدمير جيشها واستبدال ذلك بقيادات هشة نراها بالمناسبات والمؤتمرات تتزلف لإسرائيل وأميركا، واستخدام الجماعات التكفيرية لتحقيق ذلك». وقال: «بفضل الصمود والثبات والتضامن تخطت سورية خطر سقوط النظام وستتجاوز خطر التقسيم». ولاحظ أن «حركات المقاومة في لبنان وفلسطين، تتعرض لتهديد دائم بالحرب، اغتيالات، تشويه للسمعة واتهام بالإرهاب على أمل أن تضعف وتنهار». ورأى أن بعد أن أظهر العراق إرادة سياسية واضحة من خلال الانتخابات والحكومات المتعاقبة، أنه لن يكون جزءاً من العملية السياسية الأميركية العربية لتصفية فلسطين، وبعد ظهور تيارات شعبية وجهادية وثقافة مقاومة أرسلوا داعش إلى العراق». وإذ لفت إلى أن «المستهدف المركزي من كل ما يجري في المنطقة العربية هو الشعب الفلسطيني»، قال: «في الأيام الماضية كان هناك مؤتمر هرتزيليا وكان هناك إجماع للقيادات الإسرائيلية على أنه في الموضوع الفلسطيني «ما تحكوا معنا» القدس عاصمة أبدية لإسرائيل وفلسطين هي غزة، وممنوع أن يعود لاجئ واحد، الحدود مع الأردن لنا وما قدمه أولمرت هو أكثر ما يمكن تقديمه». وأضاف: «لكن الجديد والخطر جداً، هو أن الإسرائيليين قالوا في السابق نصل إلى تسوية مع الفلسطينيين بعدها علاقات مع الدول العربية، وهذه الطريقة انتهت وما تطالب به إسرائيل أولاً علاقات ديبلوماسية واقتصادية وعلاقات كاملة مع الدول العربية». وقال: «الإسرائيلي الآن يرفض أي مفاوضات مع الفلسطينيين لأنه يعلق آماله على الدول العربية، هذا مشروعهم وخططهم».
مشاركة :