حكايات نساء جزائريات في العشرية السوداء

  • 6/24/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الروائية الجزائرية فيروز رشام تشتغل في روايتها الأولى “تشرّفت برحيلك” على ثيمة الإرهاب الذي ضرب الجزائر خلال سنوات التسعينات من القرن الماضي.العرب  [نُشر في 2017/06/24، العدد: 10673، ص(16)]نبش في التاريخ المؤلم عمّان - تشتغل الروائية الجزائرية فيروز رشام في روايتها الأولى “تشرّفت برحيلك” على ثيمة الإرهاب الذي ضرب الجزائر خلال سنوات التسعينات من القرن الماضي، وهي تحاول من خلال بطلتها أن تتتبّع المسار الدموي الذي عصف بالمجتمع الجزائري، وكاد يقلب كلّ المعايير والقيم رأساً على عقب. وفي الأحداث، تواصل البطلة دراستها حالمةً بالحصول على شهادة الباكالوريا التي تمكّنها من الالتحاق بالجامعة، لكنها تجد نفسها أمام كابوس يتهدّد مستقبلها من خلال التحوُّل المفاجئ الذي يشهده المجتمع في تلك الفترة. وتُسجّل الروائية هذه اللحظة الفارقة بقولها “في الأسابيع الموالية، بدأ أخي فؤاد (24 سنة) يتغيّر، ترك الدراسة بمحض إرادته، قبل أن يكمل تعليمه الأساسي، ولا شغل له سوى مراقبتي أنا وأختي جميلة، وإصدار الأوامر لنا وترصّد حركاتنا”. وتتكثّف هذه المأساة حين يقرّر شقيق البطلة عدم السماح لها بإتمام دراستها الجامعية، قبل أن يلتحق هو بصفوف الجماعات المسلّحة، ويفرض آراءه على عائلته، وتتعقّد الوضعية أكثر، وتصبح المصيبة مصيبتَين، حين يلتحق الأخ الثاني “رشيد” بالجماعات المسلّحة، ما يزيد من مأساة البنات في ظل عجز الوالد عن حماية عائلته. وتستمرُّ أحداث الرواية في التطوُّر التراجيدي، عندما تتزوّج البطلة مكرَهة من رجل لا تربطها به أي صلة، إذ تراه مفتقدا إلى الخصائص والصفات الآدمية، وهذا ما يزيد من معاناتها، لكنّها تحاول أن تتحمّل مشقّة الحياة بكلّ ما أوتيت من قوة، وكأنّ الروائية تريد إيصال فكرة إلى القارئ عمّا تحمّلته المرأة في تلك المرحلة الدموية، بالرغم من أنّ متن الرواية قدم نماذج أخرى لبعض النساء القويات اللّواتي لم يستسلمن، وفرضن أنفسهن. وعلى امتداد 244 صفحة، تُعيد الروائية نسج الأحداث المؤلمة بتفاصيلها الصغيرة، في إدانة للمحنة التي كادت تذهب بقيم التسامح والأخوّة التي وحّدت الجزائريين على مرّ التاريخ. يمكننا القول إن “تشرّفت برحيلك”، الصادرة عن منشورات دار فضاءات، رواية مفعمة بالمواقف والعواطف الإنسانية النبيلة منها والمتوحشة حول معاناة المرأة العربية في المجتمع الذكوري، خاصة بعد استفحال التطرف الديني في السنوات الأخيرة، والذي سلبها ما تبقى لها من بعض الحرية والكرامة كامرأة. يُذكر أن فيروز رشام تعمل أستاذة بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة البويرة، صدر لها مؤخراً كتابٌ نقديٌّ حول أدب نزار قباني يحمل عنوان “شعرية الأجناس الأدبية في الأدب العربي”.

مشاركة :