أحكمت قوات الشرعية في اليمن مدعومة بالقوات الإماراتية العاملة ضمن قوات التحالف العربي، سيطرتها على مساحات شاسعة من جبهة صرواح، في محافظة مأرب تحت غطاء كثيف من نيران القوات الجوية والمدفعية. وتفصيلاً، صرح مصدر عسكري في القوات المسلحة الإماراتية بأن قوات الشرعية مدعومة بالقوات الإماراتية، باعتبارها جزءاً من قوات التحالف العربي، تمكنت من السيطرة على هيئات ومواقع ذات أهمية تعبوية على محاور عدة في جبهة صرواح، مكبدة ميليشيات الحوثي وصالح خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وسط فرار القوات التابعة للميليشيات نتيجة ضراوة المعارك التي دارت على هذه الجبهة. وقال المصدر إن قوات الشرعية واصلت تقدمها في عدد من المحاور، خصوصاً محور هيلان والمشجح، والسيطرة على التبة السوداء والتبة الحمراء، ومحور المخدرة بعمق 11 كيلومتراً في محافظة مأرب. وتمكنت قوات الجيش اليمني، بمساندة مقاتلات التحالف العربي، من السيطرة على غرفة عمليات الميليشيات الانقلابية في صرواح غرب مأرب، والواقعة بمنطقة «وادي الضيق» غرب جبل هيلان، بعد السيطرة على جبل «مرثد» المطل على البوابة الشمالية لمركز مديرية صرواح، غربي محافظة مأرب، بشكل كامل، كما فرضت سيطرتها الكاملة على المخدرة، ووصلت إلى منطقة «المغولة»، بعد إحكام السيطرة كذلك على منطقة «النصب الأحمر» الاستراتيجية. ووفقاً لمصادر ميدانية، فإن قوات الجيش بدأت باستهداف آخر معاقل الميليشيات في مركز المديرية بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا، تمهيداً لاقتحامها وتحريرها، بعد فرض سيطرتها على المخدرة وأجزاء واسعة من المحجرة، مشيرة إلى أن مقاتلات التحالف شنت غارات مساندة لهم في تلك المواقع، خلفت نحو 20 قتيلاً وعشرات الجرحى في صفوف الميليشيات. وأشارت المصادر إلى أن القيادي البارز في صفوف الميليشيات، حسين قاسم السقاف، لقي مصرعه مع ثمانية من مرافقيه، خلال مواجهات المحجرة شمالي مأرب، ليرتفع عدد قتلى قادة الميليشيات إلى ثلاثة، منذ بداية عمليات تحرير صرواح، التي بدأت الخميس الماضي، في حين استشهد مدير أمن مديرية مجزر بمأرب، النقيب عبدالله شعلان، أثناء مشاركته في معارك تحرير المخدرة. وفي تعز، تجددت المواجهات والمعارك في جبهتي مزوع والوازعية في الجنوب الغربي للمحافظة، بمساندة كبيرة من مقاتلات التحالف، التي شنت أكثر من 13 غارة على مواقع الميليشيات في الوازعية، وأخرى على موزع، خلفت 15 قتيلاً و22 جريحاً في صفوف الميليشيات، وفقاً لمصادر ميدانية في موزع. كما قصفت منطقة الهاملي على خط «تعز- الحديدة»، التابعة لمديرية موزع بست غارات خلفت تسعة قتلى وإصابة 13 آخرين، في صفوف الميليشيات التي كانت تتمركز بالمنطقة، بعد وصولها من معسكرات الميليشيات في الحديدة وإب. إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية في المخاء وصول تعزيزات عسكرية إلى منطقتي الزهاري ويختل شمال المدينة، من أبناء تلك المناطق الذين تلقوا تدريبات نوعية على يد قوات الجيش والتحالف في عدن. وفي جبهات شرق مدينة تعز، تواصلت المعارك العنيفة بين الجانبين في محيط معسكر التشريفات وتبة الشماسي، بمديرية صالة، خلفت سبعة قتلى وعدداً من الجرحى في صفوف الميليشيات، إلى جانب مصرع ثمانية وإصابة آخرين من الميليشيات في كمين محكم، نصبته قوات الجيش لهم في الجزء الغربي من جبل هان الاستراتيجي، بعد محاولتهم التسلل إلى مواقع الجيش بالمنطقة. وفي العاصمة صنعاء، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مخازن الأسلحة التابعة للميليشيات في جبل نقم شرق المدينة، ودوت في المنطقة انفجارات ضخمة عقب الغارات. من جهة أخرى، تشهد المدينة حالة من التجمهر لعدد كبير من سكانها، أمام مقار الشركات التجارية والجهات الحكومية، المعنية بصرف المرتبات وتقديم السلع الاستهلاكية والتموينية وملابس العيد، بعد قيام الميليشيات بصرف ما يعرف بالبطاقات التموينية لموظفي الدولة، كتعويض عن رواتبهم المتوقفة منذ تسعة أشهر، وتحويلهم إلى تجار يتبعون الميليشيات، والذين بدورهم قاموا برفع أسعار الملابس والسلع الاستهلاكية 300%، وفقاً لعدد من المستهلكين، الأمر الذي اضطرهم إلى التجمهر أمام تلك المراكز، للمطالبة بتخفيض الأسعار التي قالوا إنها لا تدخل العقل ولا يقبلها عاقل. في الأثناء، أقدمت عصابة مسلحة على قتل شيخ أحمد قايد سعدين، من أبناء مديرية نهم، بالقرب من معسكر الخرافي شرق المدينة بعد نهب «سيارته وجنبيته وبندقيته»، والتي تأتي في إطار ما تشهده المدينة من انفلات أمني، تمثل في انتشار عصابات مسلحة، تمارس أعمال سطو وقتل وسرقة، ضد سكان المدينة ومرتاديها من المحافظات الأخرى. وفي صعدة، واصلت مقاتلات التحالف استهدافها مواقع الميليشيات بمناطق متفرقة من المحافظة، والتي استهدفت مواقع الميليشيات في مديرية منبة، وأخرى في مديرية شدا خلفت خمسة قتلى، وإصابة أربعة آخرين في صفوف الميليشيات، وفقاً لمصادر محلية. وفي البيضاء، أكدت قيادة السلطة المحلية بالمحافظة استكمال 80% من تجهيز قوات الأمن والألوية، الخاصة بتحرير المحافظة والمتمركزة في منطقة «أم ريش»، بمديرية الجوبة في محافظة مأرب، مشيرة إلى أن القوام البشري لألوية الجيش التابعة للمحافظة، وقوات الأمن الخاصة لفرعي البيضاء وذمار وقوات الأمن العام وشرطة الدوريات، قد وصل إلى مراحل متقدمة كفيلة بتحرير المحافظة، وبسط الأمن والاستقرار فيها بعد التحرير، وأن الأبواب لازالت مفتوحة أمام من يريدون الالتحاق بقوات الجيش والأمن في المحافظة.
مشاركة :