تتعدد مظاهر الاحتفال بالعيد وتختلف من وقت لآخر متأثرة بتطور الحياة البشرية فنجدها في الماضي مختلفة بشكل كبير عنها في الوقت الحالي ولكن الشيء الوحيد الذي ليس فيه اختلاف هو الفرحة بمجيء هذا العيد. وتحتفل دولة الإمارات بهذه المناسبة فتتزين الميادين والشوارع وتطغى أجواء الاحتفالات العارمة جميع المدن والتي تشهد سنوياً إقبالاً جماهيرياً كبيراً حيث يفد إليها الزائرون من جميع أقطار العالم للاستمتاع بمظاهر الاحتفال بالعيد مع المواطنين والمقيمين. ويأتي العيد هذا العام والإمارات تنعم بالأمن والاستقرار «ولله الحمد» وهي نعمة ثمينة وغالية نسأل الله أن يديمها في ظل قيادتها الرشيدة التي تضع أمن الوطن والمواطنين على قمة أولوياتها وتوجه الجهود الجبارة من أجل استتباب الأمن وترسيخه وقد نجحت في ذلك بفضل التفاف الشعب المخلص حول قيادته ودعمه وتأييده الدائم لخطواتها المباركة. مرحلة التأسيس ويستذكر الإماراتيون والمقيمون في هذه المناسبة السعيدة مرحلة التأسيس والبناء وتلك البدايات الصعبة التي كانت أقرب إلى الحلم والمعجزة فقد كانت مرحلة البناء الشاقة لنهضة دولة الإمارات قد انطلقت مع قيام اتحادها الشامخ بملحمة أشبه بالمعجزة قادها بحكمة وصبر واقتدار وسخاء في العطاء وتفان وإخلاص في العمل مؤسس الدولة وباني نهضتها وعزتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» الذي نذر نفسه وسخر كل الإمكانيات المتاحة لتحقيق نهضة البلاد وتقدمها وتوفير الحياة الكريمة والعزة للمواطنين والمقيمين فيها بتعاون صادق وعزيمة قوية من إخوانه الرواد المؤسسين والتفاف حميم وتلاحم صادق من المواطنين كافة الذين وثقوا في قيادته الحكيمة وإخلاصه ورؤاه الثاقبة. ويحتفل شعب الإمارات هذه الأيام بهذه المناسبة مع مقيمين وزائرين ينتمون إلى أكثر من 200 جنسية من مختلف أرجاء العالم وهو أكبر تجمع بشري مختلط في العالم حيث يقدر بحوالي 9 ملايين شخص يتعايشون ويعملون معاً بانسجام لذا تعد «المستضيف» الأكبر والاهم في العالم بفضل حكامها حفظهم الله الذين حملوا على عاتقهم النهوض بهذه الدولة وتوفير الحياة الكريمة لأبنائها ومن يعيش على ترابها وجعلوا تعاليم الإسلام الحنيف على قمة أولوياتهم. ذكريات وفي هذا الصدد، يقول المواطن عبدالله المزروعي 80 عاماً: «قبل نحو 70 عاماً كنا نحتفل بالعيد وعدد سكان أبوظبي حوالي 150 ألف نسمة فقط أما اليوم فتشهد العاصمة وحدها احتفال ما لا يقل عن مليونين و500 شخص من مواطن ومقيم وقس ذلك على مدن الدولة الأخرى، حيث تشهد الإمارات احتفال حوالي 9 ملايين شخص بالعيد بعد أن كان العدد لا يتجاوز نصف مليون شخص في ذلك الوقت». من جانبه يقول المواطن محمد بن شميل 75 عاماً: اختلفت العادات بتقدم الزمن ولكن قبل أن يهل هلال العيد تنتهي الاستعدادات وتبدأ تحضيرات أخرى لإعداد برامج العيد وفق تواقيت لا يمكن السهو عنها وتناسيها شأنها شأن صور كثيرة لا تفارق الذهن عن أيام ليست قديمة جدا يمارس فيها أهالي الإمارات طقوسهم في أيام العيد حيث يبدأ العيد في الإمارات بعد الصلاة التي تقام بالمصليات في صباح اول يوم من شهر شوال يأتي بعدها عيد الفطر السعيد. بدوره يؤكد الشاب محمد سالم أن برنامجه يوم العيد يقتصر على الزيارات العائلية خلال أول يوم العيد، مضيفا: «أعلم أن زمن والدي ووالدتي مختلف تماما ويقولون لي أن التواصل لابد أن يتم بتبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء ولكن في زمننا أصبحت وسائل التواصل الحديثة تكفي بدلا من الزيارات ففي السابق إذا ما أردت أن تعايد أصدقاءك وزملاءك وأقرباءك فإنك كنت بحاجة إلى زيارات متواصلة لمدة ثلاثة أو أربعة أيام ولن تستطيع أن تعايد 30 أو 40 منهم والبقية تتواصل معهم هاتفيا ولكن الآن يمكنك أن تعايد 500 شخص مسجلين في هاتفك النقال في ثوان». «عيدية» تقول المواطنة عائشة بنت سيف إبراهيم 75 عاماً: «حتى منتصف القرن الماضي لا نعرف «العيدية» التي هي اليوم ضرورة لا مفر من تقديمها للأطفال حيث لا تجدي الأعذار والظروف نفعا امام إلحاحهم أو دموعهم المنسكبة».
مشاركة :