أجواء العيد بين الماضي والحاضر.. للفرح أشكال متعددة

  • 4/10/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تستقبل الإمارات عيد الفطر السعيد بكل بهجة واستبشار بأن يعم السلام والمحبة والتسامح بين جميع الناس في العالم. وحين ننظر إلى تقاليد وأجواء العيد بين زمنين، أحدهما في الماضي والآخر في الحاضر، يمكننا أن نرصد عدداً من المتشابهات وكذلك بعضاً من الاختلاف. تقول د. دلال مطر الشامسي، الأستاذ المشارك في قسم علوم الأرض، مدير المركز الوطني للمياه والطاقة، جامعة الإمارات العربية المتحدة: لقد تغيرت ملامح استقبال العيد بشكل كبير، حيث لم تعد التجهيزات تحتاج إلى الخروج واصطحاب الأطفال واستمتاعهم بهذه الأجواء، فمع انشغالات الحياة أصبح الخيار المتوفر والأسهل هو التجهيز للعيد عبر المنصات التجارية الإلكترونية، كما أن تحضير حلويات العيد في المنزل قل بشكل ملحوظ مع انتشار المحلات المتخصصة التي تقدم الحلويات في أبهى صورة وتوفر الوقت على ربة المنزل. أما الزيارات فقد انحسرت وأصبحت في نطاق العائلة الصغيرة التي تتخذ من العيد فرصة لاجتماع حقيقي وغني، خاصة مع تفرق أفراد العائلة الواحدة في مدن عدة لأسباب العمل، وربما سافر البعض في العيد وابتعد عن أجوائه ومعناه ليكون بالنسبة إليه مجرد إجازة من العمل. وتضيف د. الشامسي: بهجة العيد ما زالت حاضرة في النفس وفي رائحة المنازل التي تفوح بالبخور والفرح والضحكات، ولا يخفى علينا أن بعض العائلات ما زالت تحافظ على إرث الماضي في استقبال العيد مهما بلغ انشغال أفرادها، والفضل في ذلك لكبير العائلة الذي يوجه بحكمة وحب ورحابة. وتوضح د. دلال الشامسي أنها من ناحية شخصية، قد تجهز الأطفال من الأسواق الإلكترونية لسرعة العملية وسهولتها، وهي ما زالت تحرص على إعداد أطعمة العيد بنفسها وتوزيعها على الأحبة والأهل، وزيارة من تتمكن من زيارته، لأن هذه المناسبة السعيدة تربطنا بلذة الحياة وتفرد العيد عن سائر الأيام. مناسبة سعيدة ومن جانبه، يقول الكاتب حارب الظاهري: العيد مناسبة سعيدة تتماهى وتلتئم مع الفرح في وئام ومحبة ووجدان البشر، يوم فيه إلهام وشعور مختلف عن سائر الأيام، فهو الفرح مهما تكون حالة الإنسان، ويبدو ذلك الأمر جلياً على مر العصور باختلاف الزمان والمكان، لذا يظل العيد مناسبة تجاري الوقت وتلامس شغف الإنسان وحبه وإقباله على الحياة، وما زال العيد مناسبة خاصة يقبل عليها الأطفال أكثر من الكبار، وخاصة أن الصغار هم جوهر الفرح، لذا تراهم يعبرون عنه بحب وامتنان وألفة. وفي السابق فيما مضى من الحياة سواء في الحضر أو البادية، كنت تجد العيد في أبسط الأشياء وترى السرور في الابتسامة بين الأطفال وبين الكبار، أشياء صغيرة كانت تصنع السعادة في النفوس، ولم تكن المادة أساس الحياة، بل كان الفرح بالعيد أجمل وأنقى، وكان الناس يستمدون من حياتهم الفرح والسرور إذا لم يستطيعوا شراء أشياء جديدة، يمكن أن يستعينوا بما يملكونه من أشياء ويجددونها ويصنعون ملابسهم بأنفسهم لصغارهم. لذا يختلف الاحتفال بالعيد ما بين الماضي والحاضر، وتكاد سمات الفرح تكمن ماثلة أكثر في زمن مضى، لكن لكل زمن طريقة في التعبير عن الفرح بالعيد، والمهم أن يكون الناس في وئام ومحبة وألفة مهما اختلفت طريقة التعبير والاحتفال.

مشاركة :