تحرير مئات المدنيين المحاصرين من «داعش» في الموصل القديمة

  • 6/25/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فتحت قوات عراقية طرقاً لخروج مئات المدنيين لتمكنهم من الفرار من المدينة القديمة في الموصل اليوم (السبت)، فيما تقاتل لاستعادة الحي التاريخي من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي يقاوم في مواجهة أخيرة دفاعاً عن معقله الرئيس الأخير في العراق. وتوجه قوات عراقية دربتها الولايات المتحدة على حرب المدن هجومهاً إلى شارعين متقاطعين في قلب المدينة القديمة بهدف عزل المتشددين في أربعة جيوب. وأظهرت خريطة نشرها المكتب الإعلامي للقوات العراقية أفراداً من «جهاز مكافحة الإرهاب» وهم يتقدمون في شارع الفاروق من الشمال إلى الجنوب وفي شارع نينوى من الشرق إلى الغرب. وعبرت الأمم المتحدة اليوم عن قلقها من ارتفاع عدد القتلى المدنيين في المدينة القديمة المكتظة بالسكان، وقالت إن ما يصل إلى 12 مدنياً قتلوا، وأصيب المئات أمس. وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق ليز غراندي في بيان إن «القتال شرس جداً في المدينة القديمة والمدنيون يتعرضون إلى خطر شديد يصعب تخيله. هناك تقارير عن أن آلافاً وربما عشرات الآلاف من الناس محتجزون دروعاً بشرية لدى داعش». وأضافت: «مئات المدنيين من بينهم أطفال يتعرضون إلى إطلاق النار». وتتطلع السلطات العراقية إلى إعلان النصر على تنظيم «الدولة الإسلامية» في المدينة الواقعة في شمال البلاد في عطلة عيد الفطر. وذكر مراسل من موقع قريب من جبهة القتال الأمامية أن طائرات مروحية تقدم الدعم للهجوم البري بقصف تحصينات المتشددين في المدينة القديمة. ويفتح تقدم القوات الحكومية ممرات لهروب المدنيين المحاصرين في مناطق خاضعة لسيطرة «داعش». وخرجت أسر بأعداد قليلة ولكن متواصلة اليوم، يحمل بعضهم أطفالاً مصابين أو يعانون من سوء التغذية. ووصل 100 مدني على الأقل إلى منطقة آمنة تسيطر عليها القوات الحكومية غرب المدينة القديمة. ولا يزال أكثر من 100 ألف مدني يعتقد أن نصفهم من الأطفال محاصرون في بيوت عتيقة، في ظل نقص في إمدادات الغذاء والماء والرعاية الطبية. وقتل مئات المدنيين لدى محاولتهم الفرار من المدينة القديمة على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية. ويقدم تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة دعماً برياً وجوياً للحملة المستمرة منذ ثمانية أشهر لاستعادة السيطرة على الموصل، وهي أكبر مدنية سيطر عليها التنظيم المتشدد في اجتياح مفاجئ لمناطق من العراق وسورية قبل ثلاث سنوات. وتمكنت الحكومة العراقية بدعم من الولايات المتحدة من انتزاع مراكز حضرية مهمة عدة في حملات عسكرية في غرب وشمال البلاد من سيطرة «داعش» على مدى 18 شهراً مضت. ويقول محللون عسكريون إن وتيرة تقدم القوات الحكومية ستزداد بعد إقدام مقاتلين من التنظيم على تفجير «مسجد النوري» الكبير الذي بني قبل 850 عاماً ومئذنته «الحدباء» الشهيرة. وسيمنح تدميره القوات الحكومية حرية أكبر في الهجوم من دون القلق من إلحاق ضرر بالموقع الأثري. وعلى منبر المسجد قبل ثلاثة أعوام أعلن قائد التنظيم أبو بكر البغدادي دولة «الخلافة» في أجزاء من سورية والعراق.   * أنقاض «الحدباء» وكانت الحكومة العراقية تأمل في بادئ الأمر في السيطرة على الموصل في نهاية العام الماضي، لكن الحملة الدامية امتدت مع تعزيز المتشددين مواقعهم في المناطق المدنية وقيامهم بتفجيرات بسيارات ودراجات نارية مفخخة وشراك خداعية ومواصلتهم إطلاق نيران القناصة وقذائف «هاون». وتقتصر مساحة المنطقة التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم على كيلومترين مربعين بمحاذاة الضفة الغربية لنهر دجلة الذي يقسم المدينة شطرين. وسقوط الموصل سيكون بمثابة نهاية الشطر العراقي كهيكل لدولة «الخلافة»، لكن التنظيم سيظل يسيطر على مناطق كبيرة في العراق وسورية. وبث التنظيم تسجيلاً مصوراً يظهر القاعدة المربعة المتبقية من مئذنة المسجد «الحدباء» وسط جبل من الأنقاض بينما ظهرت على مقربة منها سيارات لحقت بها أضرار. وأثار تدمير المسجد غضباً وحزناً بين سكان الموصل. وترك البغدادي القتال في الموصل للقادة المحليين ومن المفترض أنه يختبئ في منطقة الحدود العراقية- السورية. ولم يرد تأكيد لتقارير روسية ذكرت أنه قتل.

مشاركة :