فنانون وإعلاميون لـ «الراي»: «مسجات التهاني»... لا تُغْنِي عن «زوارة العيد» - مشاهير

  • 6/26/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هل ولّى زمن «زوارة العيد» التي كانت عمود الخيمة في الاحتفاء بهذا اليوم الاستثنائي؟وهل صارت «مسجات العيد»، من خلال «الواقع الافتراضي»، تغني عن المصافحة والقبلات على «الخشم والرأس»، تهنئةً ومحبة وتقديراً؟ وهل صارت زيارة الأقارب والأصدقاء في بيوتهم «موضة قديمة» ذهبت إلى المتحف، تاركةً مكانها للتراسل الإلكتروني؟ فما الذي تغير في العيد بين الماضي والحاضر؟ وهل انحسرت بهجته في اليوم الأول فقط (كما يقول البعض)؟أسئلة كثيرة وعلامات استفهام كبيرة طرحتها «الراي» على أهل الفن والإعلام، وكالعادة تنوعت الإجابات وذهبت في اتجاهات شتى... والتفاصيل في هذه السطور:في البداية، عبّرت الفنانة زهرة الخرجي عن فرحتها العارمة بحلول عيد الفطر السعيد، متمنية أن يعم الأمن والسلام في أرجاء الأمتين الإسلامية والعربية، وأن تسود المحبة والألفة بين دول مجلس التعاون الخليجي، مثلما كانت عليه الحال في العقود الماضية، لافتةً إلى أن لعيد الفطر مكانة خاصة في وجدانها، لاسيما أنه يأتي مباشرة بعد شهر رمضان الفضيل، بما يحمله من صوم وعبادات وطاعات.وشددت الخرجي على أنها لا تعترف بتبادل التهاني والتبريكات عبر تطبيقات «السوشيال ميديا»، أو من خلال الرسائل النصية، بل إنها تحرص على قرع أبواب الأصدقاء والأقرباء وتهنئتهم في بيوتهم، مكملةً: «أتمنى أن ينقطع (الإنترنت) عن العالم إلى غير رجعة، حتى تعود صلة الرحم بين الناس، ويعود التواصل بينهم إلى سابق عهده». وشددت على ان «الحياة في الماضي أفضل بكثير من العالم الافتراضي الذي نعيشه الآن، حيث البساطة والعفوية التي يغلفها الصدق والشفافية بعيداً عن المجاملات والنفاق الاجتماعي».وأوضحت الخرجي أنها ستقضي أيام العيد هذه السنة مع جمهور مسرح دعيج الخليفة الصباح عبر مشاركتها في مسرحية «سعادة السفير» مع الفنان داود حسين.في السياق ذاته، أكدت الممثلة الكويتية غزلان أن الأيام كلها أعياد بالنسبة إليها، قائلة: «كل يوم يمر عليّ هو عيد في حد ذاته، حيث إن العيد في الكويت عبارة عن شراء الملابس الجديدة وزيارة الأهل وتناول وجبة الغداء برفقتهم، وتلك الأمور كلها أرى أنه من الواجب أن نقوم بها دوماً وليس فقط في المناسبات». مضيفة: «في ما يخصّ مسجات العيد أرى أنها (مو شي ظريف إرسالها) لأنها لا تحقق المراد، والزيارة في البيوت لها طعم آخر وجميل، لكن قد تكون لها حلاوة وطعم في حال كان هذا القريب أو الصديق يسكن في بلد بعيد لا يمكن زيارته».وقارنت غزلان بين العيد في الماضي والحاضر وبين الجيل الحالي والأجيال السابقة، قائلة: «كنتُ أستمتع كثيراً وأفرح في صغري عندما أحصل على العيدية فقط، وهو الأمر الذي اختفى تماماً عندما كبرت، وأصبح العيد في الوقت الحالي مجرد مصاريف زيادة».وحول ما إذا كان العيد يعد فرصة ثمينة لنبذ الخلافات بين الناس، قالت: «شخصياً لا أنتظر العيد حتى أكون متسامحة، لأنني لست ممن ينتظرون مناسبة ما لإنهاء خلاف مع شخص عزيز، هذا في حال كان هناك من يخاصمني أصلاً، لأنني في طبيعة الحال لا أحب الزعل وأسعى دائماً إلى التصالح مع الجميع، ولا أعني بكلامي أنني إنسانة كاملة (الكمال لله سبحانه وتعالى)، بل جلّ ما أريد إيصاله أنني في حال أخطأت في حق شخص ما، فإنني لا أنتظر فرصة أو مناسبة لإصلاح ما أفسدتُه».أما الممثلة منى حسين، فقد كان لها رأي مغاير حيث استهلت حديثها بالقول: «بالنسبة إليّ لا تنحصر بهجة العيد في اليوم الأول فقط، لأن كل يوم من أيام العيد له بهجته، وعلى سبيل المثال في هذه السنة تغيّر شكل العيد عندي، لأنني سأقضي جل لياليه السعيدة مع أمي، وسأكون محاطة بأهلي بشكل خاص جداً»، متابعة: «كذلك سيكون عيد الفطر هذا العام مخصصاً للزيارات العائلية ولرؤية الأصدقاء والمقربين، على عكس ما جرت عليه العادة في الأعوام السابقة، إذ كنتُ أنشغل بالعروض المسرحية مع جمهوري الغالي».وتطرقت منى حسين، في سياق حديثها، إلى أن العيد في الماضي وقبل دخولها الوسط الفني كان ينقسم إلى مرحلتين، هما مرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة والشباب. وأضافت: «في الطفولة كنا نبحث عن الملابس الجديدة وكشخة العيد، وفي مرحلة الجامعة أصبحنا نبحث عن الطلعات والجلوس في المطاعم، أما العيد في الحاضر وخصوصاً بعد دخولي الوسط الفني فأصبح الشغل في موسم العيد يبعدني عن الاهتمام بكل ما سبق ذكره، وأصبح مقتصراً على صلاة العيد والغداء في أول يوم مع الأسرة، في حين تنطلق عروض المسرح في آخر النهار، فتكتمل بهجة العيد مع جمهوري العزيز». حسين ألمحت إلى أن تبادل التهاني عبر «المسجات» في العيد لا تحقق مبتغاها على الإطلاق، ولكن بسبب سرعة الزمن وانشغال الكل بظروف الحياة أصبحت المسجات تحل محل الزيارات في بيوت المقرّبين والأصدقاء، «واختلاف المواعيد بيننا وارتباطات البعض بالسفر أو مناسبات أخرى».وتابعت: «شخصياً أتمنى أن نعود صغاراً قبل ظهور السوشيال ميديا التي اختصرت أكثر المعايدات». واستطردت بالقول: «أنا إنسانة متسامحة جداً ولا أضع رأسي على المخدة كل ليلة من دون أن أحاسب نفسي، إذ لا أجعل خلافاتي مع غيري تطول مدتها، ولا أنتظر عيداً أو مناسبة للتسامح معهم أو حتى طلب العفو من شخص، كما لا أترفع عن التأسّف أو الاعتذار من أي شخص أخطأت في حقه أو نشب بيننا خلاف سواء كان بقصد أو من دون قصد».في الإطار ذاته، لم تُخفِ الأستاذة في المعهد العالي للفنون الموسيقية ومطربة الأوبرا الكويتية أماني الحجي غبطتها بهذه المناسبة العزيزة على الشعوب الإسلامية عامة.واستهلت الحجي حديثها بمعايدة القيادة السياسية وكل أبناء الشعب الكويتي، مؤكدة أن عيد الفطر ليس مناسبة دينية فحسب، بل إنه فرصة ثمينة للتسامح ولنبذ الخلافات بين الجميع. مشيرة إلى أنها وبالرغم من انشغالاتها الشخصية والفنية، فإنها تحرص في كل عيد على زيارة الأهل والأحبة ولا تكتفي بتقديم التهاني عبر الهاتف فقط.على الصعيد نفسه، أكد رئيس فرقة الجهراء للفنون الشعبية فهد الأمير، أن أيام العيد كلها بهجة وسرور، ولا تنحصر الفرحة فقط في اليوم الأول من هذه المناسبة السعيدة، لافتاً إلى أن العيد في الماضي كان بسيطاً للغاية، كما أن «العيادي» لم تكن بشكل مبالغ فيه، حتى أن الألعاب الشعبية مثل «القليلبة» وركوب الخيل كانت هي السائدة وقتذاك، على عكس ما آلت إليه الأحوال في الوقت الراهن، حيث تبدلت الألعاب الشعبية بألعاب أخرى أكثر تطوراً، وازدادت «العيادي» كثيراً عن قبل، مبيناً أن هذا الأمر لا ينتقص من فرحة العيد ولا يعكر صفوه على الإطلاق، بل إنه لكل زمان رونقه وخصوصيته.وأوضح أنه لا يكتفي بإرسال التهاني عبر الهاتف، بل يحرص على زيارة الأصدقاء في الدواوين لتهنئتهم، منوهاً أن الأعياد الدينية تجمع الناس على المحبة والمودة وتبدد كل الضغائن بينهم.إلى ذلك، ترى الفنانة الشابة روان مهدي أن ليالي العيد لا يكتمل نورها ما لم يلتئم شمل الأهل والأحبة، مشيرة إلى أنها دأبت على معايدة المقربين في صباح اليوم الأول سواء عبر زيارتهم لتقديم واجب التهنئة، أو من خلال استقبال المهنئين في منزلها، بينما تتفرغ بعد ذلك لمعايدة جمهورها من فوق خشبة المسرح، خصوصاً أنها اعتادت في كل عام تقديم عمل مسرحي في عيدي الفطر والأضحى، إذ تطل هذا العام عبر مسرحية الأطفال الاستعراضية «جزيرة كيدز إيريا» مع كوكبة كبيرة من النجوم الشباب على مسرح تنمية المجتمع في اليرموك.أما الفنانة نور فقالت: «الزمن لم يتغير، بل نحن الذين تغيرنا، وأرى أن الأطفال ما زالوا فرحين بالعيد طوال الأيام، على عكس الكبار الذين تنحصر فرحتهم في اليوم الأول فقط لأن فيه لمّة الأهل، وشخصياً لا أرى أن هناك فرقاً بين العيد في الماضي واليوم إذ إن الفرق أصبح في أعمارنا فقط، فكلما كبرنا سنة بات الشعور بفرحة العيد يقل تدريجياً، وإن شاهدنا الأطفال رأينا في عيونهم نفس البهجة التي كانت تسعدنا في الماضي عندما نرتدي الملابس الجديدة مع أخذ العيادي واللعب في (الدوارف)».وأضافت: «المسجات في العيد تؤدي الغرض مع الإنسان البعيد الذي لا يمكننا الذهاب إليه، لكنها لا تكون فعّالة مع الشخص القريب منا، الذي يمكن زيارته بكل سهولة». وأختتمت حديثها بالقول: «من الجميل أن يبادر المرء في إرضاء كل من حوله لزيارتهم ومصالحتهم لكي يشعر بالسعادة والرضا».من زاويته، قال الفنان عبدالله بهمن «إن بهجة العيد باتت محصورة في اليوم الأول فقط، على عكس ما كانت عليه الحال في الماضي، وشخصياً أرى فرقاً شاسعاً ما بين العيد في الماضي مقارنة بأجوائه في أيامنا الحالية (فرق السما عن الأرض) حيث إن النفوس اختلفت وحتى الناس في فرحتهم اختلفوا، كما أن عصر السرعة والسوشيال ميديا قد دمّر كل الطقوس التي كنا نمارسها، ففي الماضي على أقل تقدير كنا نركب السيارة ونتوجه بها إلى منزل الأهل أو بيوت الأصدقاء لتقديم التهاني والتبريكات، متنقلين من شخص إلى آخر ومن منزل إلى منزل»، مكملاً: «لكن اليوم تم اختصار كل ذلك من خلال (مسج) جماعي يتم إرساله خلال دقائق فقط، إلى جانب (بوست) واحد في مواقع التواصل الاجتماعي».ولفت بهمن إلى أنه غالباً ما ينتهز فرصة الأعياد للتسامح ونبذ الخلافات وتصفية القلوب مع الجميع، قائلاً: «أحاول أن أكون طيباً بأخلاقي مع الجميع، متسامحاً مع كل من أساء لي، لكي ألقى في مقابل ذلك تسامحاً ممن قد أكون أخطأت في حقهم، ففي النهاية لا يوجد أحد معصوم عن الخطأ فكلنا بشر خطاؤون».بدورها أكدت الفنانة الشابة رهف أن بهجة العيد الحقيقية تكمن عند الأطفال، خصوصاً خلال فترة تسوقهم مع الآباء والأمهات لشراء الملابس الجديدة، والاستعداد للاحتفال بجمع «العيادي» واللهو بالألعاب والمفرقعات، مردفة: «أتصور أن الكبار تكون فرحتهم طوال أيام العيد، وتتجلى بزيارة الأقارب واصطحاب الأبناء للمسرحيات أو الحفلات أو حتى الذهاب للمتنزهات».رهف ترى «أن فرحة الناس بحلول العيد لم تتغير قط، بل لا تزال البهجة والسرور هي الطاغية بمثل هذه المناسبات العزيزة»، مبينة «أن العادات والتقاليد الأصيلة ظلت راسخة لدى المجتمع الكويتي ولم تتضعضع حتى يومنا هذا»، ومشيرة إلى أن تبادل التهاني عبر الرسائل الهاتفية قد يفي بالغرض أحياناً، لاسيما مع الأشخاص البعيدين الذين لا نلتقي بهم باستمرار.

مشاركة :