الشارقة: محمد ولد محمد سالمتكمن قيمة رواية «مديح لنساء العائلة» لمحمود شقير في رصدها لعالم البداوة الفلسطيني، من خلال حياة عائلة بدوية فلسطينية، تركت حياة البادية واستقرت في قرية «رأس النبع» قرب مدينة القدس، حيث تغير نمط حياتها، وبدأت تعيش تحولات عميقة أدت إلى تلاشي القيم القديمة، وظهور قيم جديدة على العائلة مغادرة بداوتها بكل ما تحمله من عادات وتقاليد وقيم، ويوثق شقير الأحداث من خلال أحاديث نساء العائلة ونميمتهن التي تكشف قوة تأثير النساء، وزخم حضورهن في العائلة، فالأب منان متزوج بضع نساء، وله عدة بنات، هذا عدا زوجات الأبناء، هكذا نصبح أمام شبكة متسعة من الحكايات النسائية التي تغوص في أعماق المجتمع، وتسبر كل أغواره فتظهر تفاصيل حياته وعاداته، والمتغيرات التي طرأت عليه، ويتصل ذلك العالم الداخلي بشكل وثيق بالعالم الخارجي المتمثل في أحداث تبدأ من النكبة وحتى ثمانينات القرن الماضي، تلك الأحداث التي سوف تجرف أبناء العائلات في عدة اتجاهات، وتؤدي إلى تشتتهم بين الداخل والمنافي.في تعليقات القراء على الرواية ذهبت قارئة إلى أن أهمية الرواية تكمن فيما تعرضه من تفاصيل عن حياة النساء في المجتمع التقليدي الفلسطيني، خاصة في جانب الظلم الذي كن يتعرضن له، كتعدد الزوجات والطلاق والحرمان من التعليم، كذلك أظهر الكاتب جانبا من النضال الذي بذلته المرأة الفلسطينية من أجل التعليم وبث الوعي في المجتمع، وتفاني الزوجات في العمل لمساعدة أزواجهن.ويقدر قارئ ثان أهمية تتبع حيوات النساء في رسم حياة المجتمع ككل، لكنه يأخذ على الكاتب تفكك الحبكة الروائية وتشعبها بين عدد لا نهائي من الحكايات الصغيرة، يقول: «شعرت ببعض الإنهاك وأنا أتتبع نساء الرواية وفق كل أدوارهن الرئيسية والثانوية والهامشية وأجده رغم كثرة الشخصيات النسائية، لقد نجح في نقل وضع المرأة في تلك الحقبة التاريخية وكل ما يرتبط بها من مستوى تعليمي، فضلاً عن تصوير الجهل والخرافة والأساطير والضعف والقوة، وخروج بعضهن عن التقاليد كتطور طبيعي نتيجة للتحول في المجتمع، لكنني وجدت الأمر لا يعدو كونه توثيقاً روتينياً لعدة شخصيات بعيدة عن أجواء الرواية، فلم أظفر بحبكة تشدني بين صفحاتها، ولا نسبةِ تشويق عالية».وقالت قارئة أخرى «إن الرواية تصلح لأن تُدرس في مساق للدراسات الاجتماعية كوثيقة ترصد التغيرات التي تطرأ على المجتمعات في كافة تفاصيلها، كما أنها ترصد تاريخ فلسطين في مرحلة ما بعد النكبة والنكسة، و وجدت في الأب «منان» وانحنائه لكافة التغيرات، وانقسام أبنائه بين الشيوعي والمتدين والفدائي، وغير ذلك إسقاطاً على الحالة الفلسطينية عامة».ورأت أخرى أن الرواية نمطية في عرضها للقضية الفلسطينية وللمجتمع الفلسطيني، فهي تسير على نفس المنوال الذي سارت عليه الروايات التي تناولت هذه القضية من قبل، مجرد حكي لحياة شخصيات بمسارات عادية لا يحدث فيها أي شيء مفاجئ أو مدهش، تقول: «وأنت تقرأ لا تتوقع أي شيء، وكأنك تعرف مصائر كل الشخصيات، ولا تحتاج لقراءه النهاية، لا عنصر تشويق أو مفاجآت قد تباغتك، وربما يكون أجمل ما في الرواية أنها رويت على ألسنة شخصيات متعددة، وكانت لغتها جميلة، لكنني كنت أتوقع أن أجد شيئاً جديداً، لافتاً أكثر».
مشاركة :