حماية الوطن والتصدي للشائعات.. واجب ديني

  • 6/26/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دعا خطباء المساجد إلى التعاون على البر والتقوى والحرص على أمن الوطن وحمايته والذود عنه وطاعة ولاة الأمر. وأكدوا خلال خطب عيد الفطر المبارك أمس في مختلف مساجد الدولة أن المواطنة الصادقة تفرض صيانة الوطن وحراسته والذود عنه، وطاعة ولاة الأمر والمحافظة على مكتسباته. وشددوا على أن خيانة الأوطان لا تكن إلا من الخبثاء الفاسدين الذين افتقدوا الشعور بمقام الوطن، ممن ضل سعيهم في هذه الحياة، وغرهم الشياطين واتبعوا الأهواء والشهوات فباعوا أنفسهم للأعداء الحاقدين. وأشاروا إلى أن الشدائد والمحن ابتلاءات لكنها كثيراً ما تحمل في بطونها النعم والمنن مؤكدين أنها محك الرجال ومصنع المروات والكرامات وأن الثبات عندها من خصائص المؤمنين وعلامات المخلصين. وحذر الخطباء من الانسياق وراء الشائعات أو ترويجها لافتين إلى أن الشائعات فتنة تضر البلاد والعباد ويجب التصدي لها لحماية الوطن. وأكد فضيلة د. محمد حسن المريخي أن الله تبارك وتعالى قد امتن علينا بنعمة الوطن الآمن المستقر وأن أغلى ما يملك المرء في هذه الدنيا وطنه وبلاده التي تربى وترعرع فيها وتعلم، مشيرا إلى أن للوطن على الإنسان حقا كبيرا في رعايته وحراسته ودفع العدو عنه والقيام بالواجبات والمسؤوليات نحوه. وقال د. المريخي في خطبة العيد التي ألقاها أمس بجامع الأمام محمد بن عبدالوهاب إننا في أزمنة الفتن والخيانات والتحولات والمتغيرات، وهو زمن تفرض بالمواطنة الصادقة صيانته وحراسته والذود عنه، واحترام أنظمته والمحافظة على مكتسباته. ونبه إلى أن خيانة الأوطان لا تكن إلا من الخبثاء الفاسدين الذين ذهب عنهم الشعور بمقام الوطن، ممن ضل سعيهم في هذه الحياة، وغرهم الشياطين واتبعوا الأهواء المشرقة والمغربة والشهوات فباعوا أنفسهم للأعداء الحاقدين، فضلوا وأضلوا. وحث فضيلته المصلين على المحافظة على أمن الوطن قائلا: احرسوا بلادكم فكم من المآسي اليوم في دنيا المسلمين بسبب فقد الأوطان وخراب الديار، وأوضح أن الأعداء ينتظرون الفرصة ليهدموا ويفسدوا ويخربوا. ولي الأمر وأكد أن الشدائد والمحن ابتلاءات واختبارات، مكروهات ومبغوضات مؤلمات موجعات في ظواهرها وعند نزولها ولكنها ليست كذلك على إطلاقها، مبينا أن الشدائد كثيراً ما تحمل في بطونها من النعم والمنن والهداية والتوبة والرجعة وقد تلد الخيرات والاستقامات واللذائذ والمسرات لافتا إلى قوله تبارك و تعالى «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون». وذكر الخطيب أن في الشدائد تُعرف المنافع من المضار والطيبات من الخبائث والصدق من الكذب والأمانة من الخيانة والصديق من العدو والمحب من المبغض. خطر الشائعات وحذر فضيلته من خطر الشائعات مشددا على أنها شر ما يضر بالبلدان والعباد لأنها تكدر وتضيق وتسيء كما أنها وسيلة من وسائل الأعداء للنيل من الأوطان وأهلها، ليكدروا أمنها وأمانها، لافتا إلى أنها بلية يشغل العدو بها الناس ويكدر عليهم. بضاعة المنافين وقال إن الشائعات بضاعة المنافقين لأن أساسها الكذب والدجل لأجل التخريب والتعكير وهي منهج المنافقين و حرفتهم، حيث يتصيدون الأخطاء،ويطيرون بالخبر المكذوب والقول الهزيل والحكاية الساقطة والمعلومة المبتورة داعيا إلى الحذر كل الحذر من الشائعات التي تنخر في جسد الأمة وتحزن وتفتت، والحذر من الإعانة عليها. وقال د. المريخي إننا في أزمنة الفتن وقد حذرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بأن فتنا شديدة قوية ستهب علينا حيث يقول صلى الله عليه وسلم (ستكون فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا). التمسك بالدين ونصح بمقابلة هذه الفتن بالتمسك بدين الله الحق والاعتصام بكتابه وسنة رسوله، مؤكدا أن من لم يرفع لدين الله رأساً فلابد أن يسبح فيها وتجرفه سيولها وتلقي به في أوديتها. وأكد أن نعمة الأخوة في الله تعالى أصيلة تتصاغر عندها أو دونها كل أخوة، موضحا أن كل أخوة أو مودة أو خلة لا تقوم على مرضات الله تتحول يوم القيامة عداوة وبغضاء مسترشدا بقوله تعالى «الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ». رعاية الأخوة وشدد على أن الله تعالى أمر برعاية الأخوة فيه سبحانه فقال «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» ونهى عن السخرية به وظلمه وهضم حقه كما في قوله «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ» ونهى عن الظن السوء به فقال «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ».

مشاركة :