أكدت واشنطن أن بعض المطالب التي قدمتها الدول العربية الأربع لقطر سيكون «من الصعب تلبيتها»، بيد أنها اعتبرت في الوقت نفسه أن هذه المقترحات توفر أساساً لحوار يقود لحل الأزمة، مجددة دعمها الوساطة الكويتية التي يقودها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.وحاول وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون التهدئة، في بيان أصدره مساء أول من أمس بعد أيام من الاتصالات الهاتفية مع الرياض والدوحة، مشيراً إلى أن قطر بدأت بالفعل البحث الدقيق والنظر في المطالب التي قدمتها إليها الدول الأربع، لكنه اعتبر أن قائمة المطالب غير قابلة للتحقيق بشكل كامل.وقال «بدأت قطر مراجعتها الحريصة لسلسلة من المطالب التي قدمتها البحرين ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ورغم أنه سيصعب على قطر تنفيذ بعض النقاط الواردة في قائمة المطالب، إلا أنه توجد مساحة كبيرة لتوفير أساس لحوار مستمر والتوصل لحل».وأضاف أن «خطوة إيجابية أخرى ستتمثل بجلوس كل واحدة من هذه الدول سوياً والمضي بهذا الحوار، نحن نؤمن بأن حلفاءنا وشركاءنا هم أقوى عندما يعملون معاً لتحقيق هدف واحد، والذي نتفق عليه جميعاً يتمثل بإيقاف الإرهاب والتصدّي للتشدّد، كل دولة هنا تملك ما تشاركه في هذه الجهود».وأشار تيلرسون، الذي أفادت تقارير أنه سيلتقي نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني غداً في واشنطن، إلى أن التخفيف في حدة الخطابات الموجهة بين الأطراف يمكنه أن يساهم في تخفيف التوتر، مؤكداً في الوقت نفسه أن «الولايات المتحدة ستستمر في اتصالاتها الوثيقة مع الأطراف كافة، وستستمر في دعم الجهود الوسيطة لأمير الكويت» الشيخ صباح الأحمد.في سياق متصل، أكد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن «انفراد» قطر بالتحالف مع دول خارج النظام الإقليمي، يضرب أساسات الالتزام مع دول مجلس التعاون الخليجي، معتبراً أن «إحضار الجيوش الأجنبية هو التصعيد العسكري الذي تتحمله قطر».وقال «تخطئ بعض القوى الإقليمية إنْ ظنت بأن تدخلها سيحل المسألة، فمن مصلحة تلك القوى أن تحترم النظام الإقليمي القائم والكفيل بحل أي مسألة طارئة».وأضاف: «هناك تضارب في سياسة قطر، فإما الالتزام بالنظام الإقليمي ومعاهداته الدفاعية المشتركة والثنائية مع الحليف الدولي الكبير أو التدخل الإقليمي».وأكد أن «أساس الخلاف مع قطر هو سياسي وأمني ولم يكن عسكرياً قط»، مشيراً إلى أن «إحضار الجيوش الأجنبية وآلياتها المدرعة هو التصعيد العسكري الذي تتحمله قطر»، على حد تعبيره. (واشنطن، المنامة - وكالات)
مشاركة :