حوار:عصام هجويعد صالح عاشور أول خليجي وعربي يتربع على رئاسة لجنة التحكيم في الاتحاد الآسيوي لكرة اليد، ويكون عضواً في لجنة التحكيم بالاتحاد الدولي للعبة الأقوياء، بعد أن قضى 12 عاماً في رئاسة لجنة التحكيم في الاتحاد الإماراتي، وهو أيضاً عضو مجلس الشارقة الرياضي، ويرأس اللجنة الطبية، ونائب رئيس لجنة الألعاب الجماعية، كما أنه يعمل خبيراً محاضراً دولياً، وسبق له أن عمل عضواً بمجلس إدارة نادي الشارقة في أكثر من دورة، وهو من الكفاءات الوطنية لاعباً وحكماً وسكرتيراً ورئيساً للجنة التحكيم.وحرص «الخليج الرياضي» على الالتقاء معه في أول حديث صحفي له، بعد أن تربع على رئاسة أصعب لجنة، وأخطر مهمة في الاتحاد الآسيوي لكرة اليد، فماذا قال بن عاشور المنحدر من أسرة عاشور في الشارقة؛ تلك الأسرة الضالعة في كرة اليد، والتي تمتلك تاريخاً طويلاً مع اللعبة.اختيار الحمادي للمنتخبات ضربة معلم } ما الذي يعنيه لك منصب رئيس لجنة التحكيم في الاتحاد الآسيوي كأول عربي وخليجي يقتحم هذه اللجنة، التي كانت تذهب حصرياً لدول شرق آسيا وإيران؟- بداية أتشرف بأن أكون ابناً لدولة الإمارات، قبل أن أفخر بكوني أول رئيس عربي وخليجي للجنة التحكيم في الاتحاد الآسيوي لكرة اليد، وأؤكد أن الشيخ أحمد الفهد، والدكتور حسن مصطفى، زكّيا ودعما رئاستي للاتحاد الآسيوي، وهذا المنصب جاء بفضل من الله سبحانه وتعالى، ودعم الشيخ أحمد الفهد، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة اليد، وأعضاء الاتحاد: بدر ذياب، نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد، وممثل الشيخ أحمد الفهد في الاتحاد الدولي، والدكتور أحمد أبو الليل، المدير التنفيذي للاتحاد، وجاسم ذياب، المدير الفني، وأحمد الشعبي، نائب رئيس الاتحاد، وعلي عيسى، عضو مجلس إدارة الاتحاد. لقد تدرجت بكل ثقة وثبات في كرة اليد لاعباً وحكماً وإدارياً، وأنا الإماراتي الوحيد وابن كرة اليد الوحيد الذي عمل حكماً ولاعباً في وقت واحد، وبالنسبة للاتحاد الآسيوي، فإن تدرّجي جاء بطريقة سلسة ومثالية ونموذجية، لم تأت من فراغ؛ بل من الخبرات والدعم الذي حصلت عليه من بيتي الكبير؛ نادي الشارقة الرياضي الثقافي، برئاسة الشيخ عبد الله بن محمد آل ثاني، رئيس النادي، ومما اكتسبته من الوالد أحمد ناصر الفردان، مؤسس كرة اليد في الدولة.} كيف وجدت التحكيم الآسيوي لاسيما أن لجان التحكيم تعد الأخطر في كرة اليد؟- لقد كنت عضواً في لجنة التحكيم بالاتحاد الآسيوي لكرة اليد، ولست غريباً عليها، ولا أحتاج إلى أن أتعرف إليها، فأنا أعرفها وأعرف عنها كل صغيرة وكبيرة، ولعل أهم نقطة في هذه اللجنة هي أنها تحظى بدعم ورعاية ومتابعة خاصة من الشيخ أحمد الفهد، رئيس الاتحاد الآسيوي، كما أن جميع الأعضاء يولون هذه اللجنة كل الاهتمام والرعاية. وباختصار فإن لجنة التحكيم الآسيوية هي بيتي، ولم تواجهني أية صعوبة في العمل حتى الآن.} ماهو جديد التحكيم في الاتحاد الآسيوي؟نسعى لإكمال مسيرة من سبقونا في العمل، وسنركّز على وضع حكام آسيا في أعلى المراتب، والنهوض بالتحكيم الآسيوي بصورة ممتازة.} كنت رئيساً للجنة الحكام في الاتحاد الإماراتي 12 سنة، فماذا اكتسبت؟اكتسبت محبة الناس، وكل من يقابلني يشيد بفترتي حكماً ورئيساً للجنة التحكيم، ولن أنسى أيامي مع شهاب أحمد، ومن أجمل ذكرياتي عندما حضر المدرّب الجزائري جعفر بلحسين، إلى اتحاد كرة اليد، وقال للمسؤولين: «أنا موافق أن يدير صالح عاشور مباراة النصر والشارقة»، على الرغم من أن البطولات آنذاك كانت محصورة بين الشارقة والنصر، وكنت أدير جميع مباريات النصر باستثناء مباراته مع الشارقة، وبالفعل طلب مدرّب النصر أن يكون صالح عاشور ابن نادي الشارقة ولاعبه السابق، طرفاً في تحكيم مباريات النصر والشارقة، وهذه ثقة أعتز بها طوال حياتي.وكلما أقابل المدرّب الكبير جفعر بلحسين، في أي محفل دولي أو عالمي، أتذكر هذه الواقعة ويقوم هو بسردها على مسامع الحضور في أي مكان، ويقول للناس كنت واثقاً من أنني سأحصل على حقي وحق فريقي، ولا شك أن مثل هذه الشهادات لا تقدّر بثمن، ومن أهم مكاسب الرياضة أن تظل العلاقات بين الناس قائمة؛ لأنها تؤكد كل يوم أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للودّ قضية.} هل توجد كوادر قادمة بقوة في مسيرة الصافرة الإماراتية؟نعم. الكوادر موجودة وتحتاج لمزيد من الرعاية والاهتمام والعمل الدؤوب، من قبل الحكام أنفسهم ومن قبل الاتحاد. وأعتقد أن النجم القادم في الصافرة الإماراتية هو الحكم محمد ناصر، وأتمنى أن يحتويهم اتحاد اليد بصورة صحيحة ويشملهم برعايته.ومما لاشك فيه أن الأندية بالتعاون مع الاتحاد، قادرة على خلق جيل وكوادر وطنية تستطيع النهوض بالتحكيم والإدارة. واسمحوا لي أن أعود بكم إلى الوراء، فأول مرة استلمت زمام الأمور في رئاسة لجنة التحكيم بالاتحاد الإماراتي، كان الشيخ عبد الله بن محمد بن خالد آل نهيان، هو الرئيس الفخري للاتحاد، وكان غانم الهاجري، هو رئيس مجلس إدارة الاتحاد، وحصلت على دعم ومساندة كبيرة من الشيخ عبد الله بن محمد، وغانم الهاجري.} ماذا تحتاج كرة اليد الإماراتية؟أولاً وقبل كل شيء. الدولة وقيادتنا الرشيدة غير مقصرة في شيء، وكل شيء متوفر والحمد لله، فقط كرة اليد تحتاج إلى التكاتف من كل الأطراف، إدارةً ولاعبين حاليّين وقدامى، ومدرّبين ومديري فرق، وإداريين وحكاماً وصحافة ومشجعين وموظفين. كما أنها تحتاج إلى العمل القوي والجاد، لتكون الأندية ووسائل الإعلام مع الاتحاد في كل شيء، فالتكاتف والتعاون سيعيدان اللعبة إلى الواجهة. اختيار الحمادي للمنتخبات ضربة معلمأشاد صالح عاشور باتحاد كرة اليد، عقب اختياره لمحمد الحمادي مديراً للمنتخبات الوطنية، واعتبر أن اختياره هو أولى خطوات النجاح، معرباً عن تفاؤله بمسيرة مميزة للمنتخبات.وأكد أن الحمادي يعد كفاءة وطنية كبيرة ورفيعة المستوى، مشدداً على أنه رجل يعمل ويبذل ويجتهد كثيراً، ويمثل اختياره ضربة معلم ومكسباً كبيراً للمنتخبات وللاتحاد، كما أعرب عن أمنياته بالتوفيق للمنتخبات مع الحمادي.اتحاد جلفار ناجح بامتيازأكد صالح عاشور أن اتحاد كرة اليد الذي كان يرأسه غانم الهاجري يعد واحداً من أقوى الاتحادات التي عايشها طوال حياته، وقال عاشور: «أقولها بالفم المليان، اتحاد غانم الهاجري من أفضل وأقوى الاتحادات التي عايشتها وكنت جزءاً منها، فالهاجري صاحب فكر عال وطموح كبير».وتابع بقوله: «كما أن اتحاد اليد الحالي برئاسة محمد عبدالكريم جلفار ناجح بامتياز سيكون له شأن كبير إذا واصل بنفس الطريقة والقوة التي يعمل بها، وهو بالفعل من أنجح الاتحادات فعلاً وليس قولاً في ظل وجود منتخبات الرجال والناشئين والنساء والشاطئية، وهذا الأمر لم يكن بالصورة التي عليها الآن في السنوات السابقة، كما تم التعاقد مع مدربين على مستوى عال وعلى رأسهم الجزائري العالمي صالح بن شكريو الذي قاد البحرين والجزائر إلى المونديال، أما قاسم عاشور مدرب منتخب الناشئين فشهادتي فيه مجروحة ولعله يتمتع بتاريخ معروف وكبير، كما أن محمد شريف نائب رئيس الاتحاد يعرف كل شيء عن كرة اليد ونبيل عاشور الأمين العام وعبدالله الكعبي الذي أحدث نقلة وأسس منتخب الشاطئية واستضاف الاتحاد بطولة مؤخراً وشارك في الآسيوية، وأصبحت هناك رعاية للبطولات».الشارقة بيتي الكبير والفردان مدرسةأكد صالح عاشور، أن نادي الشارقة يعد مدرسة متفردة في تخريج وتفريخ الأجيال في كافة المجالات، مؤكداً أن النادي يعد بمثابة بيته الكبير، كما أشاد بالوالد أحمد ناصر الفردان مؤسس كرة اليد في الدولة، وقال: «مهما قلت عنه فلن أستطيع أن أوفيه حقه، وقد اكتسبت منه الكثير والكثير، وهو مدرسة متفردة في العمل».وأضاف: «اكتسبت الكثير أيضاً من خميس السويدي ومن قدامى كرة اليد المرحوم يوسف خليفة المعلا ومحمد راشد حمدون وعبد الله محمد أحمد، وخليفة سلطان بن سليمان، والبحريني محمد علي حسين الذي يعتبر مدرسة في التحكيم والإعلام، والمعلم الكويتي محمد الهولي».«أم سعيد» صاحبة الفضل الأوليقول صالح عاشور: «عشت مع الكبار وتشربت منهم وتسلقت سلم العمل خطوة خطوة من لاعب إلى حكم إلى حكم دولي إلى سكرتير لجنة تحكيم إلى رئيس لجنة حكام لمدة 12 سنة، وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بفضل كل رعاية ونصائح أصحاب الفضل علي وهم كثر كما ذكرتهم، وبفضل دعوات الوالدة «أم سعيد» التي تعتبر رقماً صعباً في كرة اليد من خلال التفاف المدربين واللاعبين الأجانب حولها».
مشاركة :