يمكن القول بثقة تامة إن ساسة قطر فشلوا تماما في الاستفادة من التجارب التي أدت إلى عزلتهم عام 2014، وها هم يكررون أخطاء الماضي ويهربون إلى الأمام من خلال تزويرهم للحقائق وتخبط إعلامهم في مغالطات مكشوفة لا يستشف منها إلا أن الدوحة مازالت تلعب على الحبلين من خلال شجبها واستنكارها وإدانتها لكل عمل إرهابي في وقت تمارس فيه دعم التنظيمات الإرهابية سرا بالمال والمواقف السياسية والإعلامية. وقد كان بالإمكان خلال عام 2014 أن تعدل الدوحة من سلوكياتها الموغلة في الأخطاء غير أنها نقضت ما تعهدت به وضربت بكل ما وقعت عليه عرض الحائط وركب ساستها رؤوسهم وارتموا في أحضان إرهاب الدولة المتمثل في النظام الايراني الذي مازال يصدر ثورته الدموية إلى العديد من أقطار العالم وأمصاره وارتموا في أحضان مجموعة من التنظيمات الإرهابية ومدها بالدعم المالي والسياسي والاعلامي؛ لتمضي في ممارسة عملياتها الاجرامية كما هو الحال في مصر والعراق وسوريا واليمن وليبيا والبحرين. ومن الواضح أن الدبلوماسية القطرية تحاول جاهدة الوصول إلى حل أزمتها مع دول المقاطعة خارج البيت الخليجي، وتدويل الأزمة عملية مرفوضة من قبل دول المنظومة الخليجية على اعتبار أنها تمثل تدخلا في الشأن الخليجي وتعميقا وتعقيدا للأزمة القائمة، وقد نادت المملكة بالوصول إلى تسوية الأزمة داخل البيت الخليجي؛ خشية من الوقوع داخل دائرة التدويل الذي يسمح لدول عديدة بالتدخل في الشأن الخليجي وتغيير مساره. دعوة المملكة مرارا وتكرارا بحل الأزمة خليجيا سوف يبعدها عن شبح التدويل، فالعزلة التي تسببت فيها الدوحة قد تقودها إلى تحالف أكبر مع النظام الايراني وبقية التنظيمات الإرهابية بما يبعدها تماما عن محيطها الخليجي والعربي والإسلامي ويزج بها إلى مصير مجهول من سماته شق الصف الخليجي والتحالف مع أعداء الأمتين العربية والإسلامية وبعثرة مختلف الجهود للوصول إلى التضامن العربي المنشود وتحقيق المصالح المشتركة بين كافة الدول العربية والإسلامية. الدوحة مازالت تغرد خارج السرب الخليجي، وهو تغريد سوف يضر بمصالحها ويعرض الشعب القطري لمزيد من العزلة ويجرها إلى الانغماس في الارتماء في أحضان إرهاب الدولة والتنظيمات الارهابية، وهو أمر لا يلحق الضرر بدولة قطر فحسب ولكنه يلحق أفدح الأضرار بمبادئ ومواثيق مجلس التعاون الخليجي، ويلحق أفدح الأضرار بالمصالح العربية والإسلامية، ويلحق أفدح الأضرار كذلك بكل الجهود الدولية الساعية إلى تطهير شعوب العالم من ظاهرة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين أينما كانوا لتقليم أظافرهم واجتثاث جرائمهم من جذورها. ليس من مصلحة الدوحة ومصالح الشعوب الخليجية والعربية والإسلامية ومصلحة شعوب العالم دون استثناء هذا الارتماء الواضح في أحضان التنظيمات الإرهابية، وانما المصلحة تكمن في عودة ساسة قطر إلى رشدهم وتحكيم العقل في تصرفاتهم الخاطئة والكف عن دعم الإرهاب بأي صورة من الصور.
مشاركة :