محمد بن سلمان وتجديد العقل السعودي - رجاء العتيبي

  • 6/27/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بظهور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز على الساحة جاءت معه مصطلحات جديدة لم تكن موجودة من قبل، أولها (كفاءة الإنفاق)، كان هذا المصطلح بداية مفاهيم جاءت متعاقبة، مثل: التوازن المالي، وتنويع مصادر الدخل، والتحول الوطني وغيرها الكثير، فيما تكونت في مجموعها لتصنع منها رؤية السعودية 2030. جاءت هذه المفاهيم لتجدد (العقلية السعودية) بالشكل الذي ينصلح معها كثير من حياتنا العملية، وجاءت متماهية مع العصر وروح الشباب، ومتسقة مع الواقع المتسارع الذي لا يقبل التأخير أو التأجيل أو التفكير الطويل أو الصراعات البينية. هذا الفكر الاقتصادي الحيوي الذي بثه الأمير محمد بن سلمان في العقل السعودي كان بمنزلة الوقود الذي جعلهم يفكرون بطريقة مختلفة عن السابق بصورة يخدم الوطن ويعزز النمو الاقتصادي ويقضي على الهدر المالي في شتى مكامنه. ما كان لهذا الفكر الاقتصادي المرن أن يكون لولا تهيئة الأجواء الاجتماعية لتكون بيئة آمنة للحراك الاقتصادي ليكون سوقاً حرة وفق قوانين وأنظمة تضعها الدولة وليس أحد غير الدولة، فأول أمر اختفى تلك التجاذبات (البينية) التي استمرت ساخنة ردحاً من الزمن بين بعض التيارات المحلية والاتجاهات الفكرية المتباينة التي لم تزدنا سوى فرقة وكراهية وعنصرية. اختفت واختفى معها كثير من رموز التيارين وسط أجواء جديدة ترفع مبدأ الوحدة الوطنية لتتعزز معها الجبهة الداخلية كأقوى ما تكون بعيداً عن جمل مثل: (نحن وأنتم) التي عادة ما تقال بصورة متطرفة ذات اليمين أو ذات اليسار، وباختفائهم ظهرت الأجواء للأصوات الوسطية التي تعتمد على لغة التسامح والحب والسلام محلياً وخارجياً. سياسياً كان للأمير محمد بن سلمان تأثير كبير خلال سنتين، أليس هو صانع التحالفات؟ أليس هو الذي أعاد التحالف الأمريكي/ الأوروبي/ السعودي إلى سابق عهده، أليس هو الذي جعل من المملكة قائدة التحالف الدولي ضد الإرهاب؟ أليس هو الذي يدير أوراقاً مع حلفائه يعيد بها ترتيب المنطقة إلى آفاق أرحب، بعد الدمار الذي لحق بالشرق الأوسط جراء مشروعات تنفذها أصابع إرهابية وجماعات حزبية ودول خارجة عن القانون. الأمير محمد بن سلمان شخصية إصلاحية مؤثرة، آثر أن يقود السفينة من خلال إستراتيجية جديدة بعقول جديدة، ولغة اقتصادية وسياسة واجتماعية موحدة، بقيادة أبوية حانية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - من أراد أن يركب السفينة باتجاه الرؤية 2030 فأهلاً به، ومن أراد أن يتخلف فهو وما أراد، فالقطار لا ينتظر أحداً.

مشاركة :