الريغة - كلمة فارسية - دارجة في مجتمعاتنا تعني اختلاط الماء بالطين والغبار، وهو ما ينطبق على تعامل الأشقاء في قطر مع مطالب دول المُقاطعة - لا الحصار - عندما بدأت الأصوات النشاز تختلط في أكثر من عاصمة أجنبية - غير عربية - للتحدث عن هذه المطالب نيابة عن قطر ووصفها بأنَّها ظالمة وغير منطقية، ومحاولة (التخبيب) على قطر - أي إفساد علاقتها بأشقائها وخداعها - لتحدث الفُرقى النهائية بين دول الخليج وقطر، ومن ثم يحدث السيناريو المتوقع دائماً بتملص تلك القوى من كل الوعود وترك قطر وحدها، بعد أن خسرت محيطها وسندها الخليجي والعربي، ومُساومتها على المُساندة من أجل تحقيق أكبر مصالح ممكنة، والمُضحك هنا أن هذه الأصوات تقول إنَّ مطالب دول الخليج ومصر تهدف لنزع سيادة قطر، والتدخل في سياستها، ونسيت أو تناست هذه الأبواق الصوتية أنَهم بذلك يمُارسون عملياً إلغاء دور قطر الدولة والشعب، عبر محاولات التدخل - المكشوفة - لتصدر المشهد في الخلاف الخليجي على طريقة الرزق في أطراف العجاج . دول الخليج أحرص على وحدتها من تلك الرؤى والتدخلات الخارجية المسمومة والمُريبة، والاستقواء بإيران والتدخل التركي وغيرهما لن يؤدي إلا إلى مزيد من التعقيد، وسيفتح المجال للمُتربصين بوحدتنا الخليجية، الحل دائماً في العودة للحضن الخليجي الشقيق بقيادة المملكة، وانحياز قطر بعقلانية لمصلحة الأمة والمنطقة، التي هي مصلحة قطر وشعبها الشقيق في نهاية المطاف، على الأشقاء في قطر أن ينظروا إلى الأزمة بعين فاحصة، وبكل هدوء ليكتشفوا كيف تسير الأمور، وإلى أين هم ذاهبون، وأن لا تأخذهم العزة بالإثم، بتأثير بربقندا المظلومية واللطم، من عشاق أزمات الحصار المُتاجرين بجروح الأمة دائماً . حتى تعرف هل قطر على صواب أم على خطأ، فقط انظر إلى من يصطف إلى جانبها اليوم في مُعسكر أكبر عمليات - التخبيب السياسي - بين قطر وشقيقاتها، من يُعزّزون رفضها وتعنتها، إنَّهم أعداء الأمة ( إيران) الميلشيات الإرهابية، التي لا تريد الخير لكل بلدان الخليج، تركيا التي تبحث عن مكاسب ومصالح لا تخفى على الجميع بعد أن فشلت في تحقيقها في أماكن أخرى، أصوات مرتزقة الإرهاب والحركات الإرهابية في مناطق الصراع، الحوثي المُنقلب على الشرعية، ومن يفترض أن قطر كانت ضمن التحالف الذي يواجهه ... إلخ ممن كانت قطر تقول لنا ولشعبها إنهم أعداء الأمة وإذ بهم يكشفون حقيقة الموقف، كما فعل مُرتزقة المال من الأبواق التي تبحث عن فوائد آنية وعاجلة عبر وسائل الإعلام أو المؤسسات الدولية ... الشعب القطري الشقيق والحبيب يعلم - قبل غيره - أن جميع الأشقاء في الخليج يتطلعون إلى دور قطري قوي وفاعل بمحيطها الخليجي والعربي، كلنا سنصفق لقطر وسننظر لها بإعجاب، وهي تتجاوز صغر مساحتها لتحقق المُستحيل بعزيمة الرجال في كل المجالات، وستستمر مُساندتنا لها لنجاح استضافة كأس العالم، وفي تحقيق آمال شعبها وأحلامها المشروعة، بشرط أن تعود قطر بصدق إلى التعاضد والتضامن مع أشقائها في السعودية والإمارات والبحرين ومصر في وجه أعداء الأمة، وتحقيق المطالب التي تقدمت بها هذه الدول من أجل قطر أولاً .. ما نأمله أن تتخلّص قطر من أولئك الذين تسببوا في ريغة مياهها لتركد وتصفو مثل بقية مياه الخليج العذبة والمُحلاّة، التي ستبقى مُتدفقة بكل خير على شعوب المنطقة بفضل الله ثم صدق قادتنا. وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :