قطر تخسر بالساعة في هذه الأزمة - فهد بن جليد

  • 7/4/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

تمديد المُهلة الممنوحة لقطر لمدة -ثمانية وأربعين ساعة إضافية- استجابة لطلب ووساطة أمير دولة الكويت، هو تأكيد جديد بأنَّه لا يوجد أحد يتمنى حدوث السيناريو الأسوأ بتصعيد الأزمة مع قطر، وأنَّ الكُرة دائماً في الملعب القطري فهو من سيحدد إلى أين تتجه الأمور، وما هي الخطوة اللاحقة، إمَّا باستجابة الحكومة القطرية للمطالب والشروط المشروعة التي تقدمت بها الدول الأربع من أجل مصلحة الجميع بما فيهم قطر، وحماية منطقتنا والعالم من الإرهاب وشروره، أو مزيداً من التعنت والمُكابرة والمُماطلة، والمراوغة القطرية التي ستزيد الأمور تعقيداً، بمُحاولة الاختباء خلف (عسكرة المنطقة) بجيوش وقواعد أجنبية كحل قاصر وعقيم، يعني الاستمرار في الكذب والخداع والتضليل هرباً من استحقاقات المرحلة بتحمل مسؤولية ما قامت به الحكومة القطرية طوال سنوات طويلة ضد أمن ومصالح أشقائها. مُنذ البداية يتضح تقدير السعودية والإمارات والبحرين ومصر لوساطة سمو الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت الشقيقة، ومساعيه الحثيثة لحل الأزمة التي حظيت بدعم ومُساندة واسعة من دول العالم، لذا لم تكن الموافقة على طلب سموه بتمديد المُهلة مُستغربة، بل فيها إشارة واضحة على حرص الدول الأربع على مصلحة الشعب القطري الشقيق وتجنيبه ويلات ومُغامرات حكومته، ونزوات حكام قطر التي ترسمها وتزينها قوى الشر والضلال، ولعل في بيان الدول الأربع ما يؤكد أنَّها ستُرسل ردها الرسمي بعد دراسة رد الحكومة القطرية، وتقييم تجاوبها مع قائمة المطالب كاملة، وهذا يجعلنا أكثر تفاؤلاً في هذه المرحلة من عُمر الأزمة، شريطة أن يكون الرد القطري إيجابياً على مطالب الأشقاء بتصحيح المسار، ويحوي استجابة واضحة تُنهي فتيل الأزمة بوقف دعم الإرهاب بكل الأشكال والصور والحيل السابقة، واستقلال القرار القطري عن المؤثرات والقوى الخارجية، بالعودة إلى مسار الأشقاء وعدم تهديدهم والتدخل في شؤونهم الداخلية، بلفظ مُخططات الأحزاب والجماعات والدول الماكرة والإرهابية. كل ساعة تتأخر فيها قطر عن العودة للحضن الخليجي والعربي، ولا تستثمر فيها الفُرصة الذهبية السانحة أمامها اليوم بإغلاق ملف علاقتها بالإرهاب للأبد بمُساندة ومُساعدة أشقائها، عبر الاستجابة للشروط والمطالب التي تقدموا بها -كل تأخير- يعني أنَّ قطر ستواجه موقفاً أصعب عالمياً، فالدائرة تتوسع مع نشر غسيل تحركات ومؤامرات ودسائس الحكومة القطرية لعقدين من الزمن، والملفات يتم كشفها واحداً تلو الآخر، مما يعني أنَّ قطر تخسر كل ساعة بفقدان هذه الفرصة التي قدمتها الدول الشقيقة لتصحيح المسار، واستئصال جرثومة الإرهاب للأبد، حتى لا تكون الدوحة مكشوفة أكثر للأعداء. ما نأمله مع -تمديد المهلة- أن تُحكِّم قطر لغة المنطق والعقل، وتتصرف حكومتها بذكاء لاستثمار هذه الفُرصة والمخرج التاريخي، لتتوقف عن دعم الإرهاب وإيذاء الأشقاء، وتنجو بنفسها وشعبها ومُستقبلها بعيداً عن الأنانية.. فهل هذا كثير؟ وعلى دروب الخير نلتقي.

مشاركة :