تمكنت قوات سوريا الديمقراطية خلال 20 يومياً من المعارك وبدعم أميركي من السيطرة على نحو 25% من مدينة الرقة؛ معقل تنظيم الدولة في سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الاثنين.وتخوض قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركياً منذ السادس من يونيو الحالي، معارك داخل مدينة الرقة، في إطار حملة عسكرية واسعة بدأتها قبل نحو ثمانية أشهر بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: «سيطرت قوات سوريا الديمقراطية منذ بدء الهجوم على المدينة على نحو 25 في المئة منها». وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية حتى الآن من السيطرة على أربعة أحياء بالكامل، هي: المشلب والصناعة من الجهة الشرقية، والرومانية والسباهية من الجهة الغربية. كما سيطرت على أجزاء من أحياء أخرى؛ بينها حطين والقادسية والبريد وبتاني، وتتركز الاشتباكات وفق المرصد في حي القادسية. وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية أيضاً على معمل السكر وأجزاء من قاعدة عسكرية سابقة للنظام السوري يطلق عليها «الفرقة 17» عند أطراف المدينة الشمالية. وتسعى قوات سوريا الديمقراطية -بحسب عبد الرحمن- إلى عزل وسط المدينة عن أحيائها الشمالية، والتضييق على عناصر تنظيم الدولة فيها. وتتواجد قوات سوريا الديمقراطية منذ نحو أسبوعين عند الأطراف الشرقية للمدينة القديمة في وسط الرقة، حيث يُتوقع أن تخوض أشرس المعارك ضد المتشددين. وتعدّ أحياء وسط المدينة الأكثر كثافة سكانية، ما يعقد العمليات العسكرية لا سيما وأن تنظيم الدولة يعمد إلى استخدام المدنيين كدروع بشرية، بحسب شهادات أشخاص فروا من مناطق سيطرته. ويدعم التحالف الدولي قوات سوريا الديمقراطية بالغارات الجوية والتسليح والمستشارين العسكريين على الأرض. في غضون ذلك، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الاثنين تحالفاً تقوده الولايات المتحدة بتجنب ضرب مواقع لجماعة جبهة النصرة التي غيرت اسمها داخل سوريا. وتعدّ الجماعة التي غيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام أحد أقوى فصائل المعارضة في سوريا، وكانت تحت اسمها القديم تصنف كجماعة إرهابية بسبب صلاتها بتنظيم القاعدة. وفي وقت سابق هذا العام قالت عدة فصائل معارضة -منها جبهة فتح الشام- إنها ستوحد صفوفها مع استمرار الاشتباكات بين المتشددين الإسلاميين وجماعات معارضة أكثر اعتدالاً في مناطق الشمال الغربي. وأعلن بيان أصدرته الفصائل الإسلامية تشكيل هيئة تحرير الشام. ومن الفصائل الموقعة على الانضمام للهيئة كذلك جماعة نور الدين زنكي وجماعة لواء الحق وجيش السُّنة وجبهة أنصار الدين. وقال لافروف في مؤتمر صحفي: «ما زلنا نرى تطبيق معايير مزدوجة، قلت بالفعل إنا لدينا تصوراً كاملاً يستند إلى خبرة قتال المتشددين في سوريا بأن ما يطلق عليه جبهة النصرة أو أياً كان اسمه، عادة ما ينجو من ضربات قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ودول أخرى تتعاون معه». وأضاف: «في الآونة الأخيرة ظهرت دلائل جديدة على أن جبهة النصرة في ثوبها الجديد أُسقطت من قائمة المستهدفين، ونحن نعتبر ذلك لعبة في غاية الخطورة يتعين أن تتوقف».;
مشاركة :