بعد أن كانت الحملة الانتخابية -استعداداً للانتخابات التشريعية في ألمانيا- هادئة نسبياً، اشتعلت فجأة نتيجة هجمات عنيفة شنها الاشتراكيون الديمقراطيون على المستشارة أنجيلا ميركل، في محاولة لزعزعة هذه الزعيمة القوية التي تسعى لولاية رابعة. وخلال مؤتمر للحزب الاشتراكي الديمقراطي في دورتموند، شن منافسها الرئيسي لتسلم المستشارية -مارتن شولتز- حملة عنيفة على ميركل، مشيراً إلى «وقاحة السلطة» وإلى «هجوم على الديمقراطية» من قبلها. ولم يتأخر الرد من قادة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، فكتب بيتر التاماير -الذراع اليمنى لميركل- على تويتر «هجوم على الديموقراطية، هذه الجملة لا تليق بمرشح للحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى المستشارية». إرهابيون وقالت جوليا كلوكنر -نائبة رئيس حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي المقربة جداً من ميركل- «هذه كلمات كانت تستخدم حتى الآن لوصف الإرهابيين». وفي الإطار نفسه، شن الأمين العام لحزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي -المتحالف مع الاتحاد المسيحي الديمقراطي- هجوماً على الاشتراكيين الديمقراطيين، معتبراً أن هذه الهجمات الشخصية على المستشارة لا طائل منها، وتكشف العجز الكبير للحزب الاشتراكي الديمقراطي. وفاجأت اللهجة العنيفة لزعيم الاشتراكيين الديمقراطيين الطبقة السياسية في ألمانيا، بعد أن كان تجنب حتى الآن الهجمات المباشرة على المستشارة نفسها. وكان شولتز تعهد -عندما تسلم رئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي مطلع السنة الحالية- الابتعاد عن المزايدات خلال الحملة الانتخابية، للتمايز عن اليمين القومي المتمثل بحركة «البديل لألمانيا» الذي يركز مباشرة على شخص ميركل، بعد أن حملها مسؤولية استقبال أكثر من مليون لاجىء خلال عامي 2015 و2016. وبسبب بقاء حزبه بعيداً -وراء التحالف اليميني بقيادة ميركل في استطلاعات الرأي- أراد شولتز باتهامه ميركل بمهاجمة الديمقراطية، مهاجمة سياستها القاضية بتجنب الدخول في نزاعات، ما جعلها تحافظ على شعبيتها. وبالفعل نجحت المستشارة ميركل كثيراً في سياسة تجنب الغرق في النزاعات والخلافات، لعدم إعطاء فرص لخصومها للهجوم عليها، مركزة على ضرورة الحفاظ على نظرة الرأي العام إليها، بصفتها ضامنة للاستقرار في ألمانيا. كما يسعى الاشتراكيون الديمقراطيون من خلال حملتهم الأخيرة إلى إعطاء زخم جديد للحملة الانتخابية، بعد أن أعطت استطلاعات الرأي تقدماً مريحاً لميركل، فهي تتقدم في استطلاعات الرأي بـ 15 نقطة على خصمها السياسي الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي مارتن شولتز. ذعر كما شن كريستيان ليندر -زعيم الحزب الليبرالي الصغير- حملة على مارتن شولتز، معتبراً أن استخدام الأخير لتعليقات من هذا النوع يفتح الباب أمام تنامي خطر التقليل من أهمية الأعداء الفعليين للديمقراطية.;
مشاركة :