وجهت واشنطن تحذيراً شديد اللهجة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، على خلفية رصدها استعدادات تجريها قواته لشن هجوم بسلاح كيماوي، مؤكدة أن قيامه بأمر كهذا سيكلفه وجيشه ثمناً باهظاً. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية شون سبايسر، أمس الأول، إن «الولايات المتحدة رصدت استعدادات محتملة من قبل النظام السوري لشن هجوم كيماوي آخر»، محذراً من أنه «إذا شن الأسد هجوماً جديداً يؤدي إلى عملية قتل جماعية باستخدام أسلحة كيماوية، فإنه وجيشه سيدفعان ثمناً باهظاً». بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أمس أن هذا التحذير يعود إلى نشاط مشبوه للجيش السوري رُصِد في قاعدة الشعيرات الجوية، التي استخدمت لشن الهجوم الكيماوي في أبريل الماضي، وتعرضت لهجوم بـ 58 صاروخ كروز من قبل أميركا. في المقابل، نددت روسيا، بالتحذير الأميركي ووصفه المتحدث باسم «الكرملين» ديمتري بيسكوف بأنه «غير مقبول»، مضيفاً أنه لا يعرف «الأسباب» أو الأدلة التي تستند إليها واشنطن في اتهاماتها، نافياً مسؤولية الأسد عن هجوم خان شيخون. ويأتي التحذير الأميركي وسط «محاولات تحرش» سورية وإيرانية بـ«حلفاء واشنطن» من العرب والأكراد في شرق البلاد، عند قاعدة التنف في المثلث الحدوي «السوري ـ العراقي ـ الأردني»، وفي الرقة عاصمة تنظيم «داعش». وكان وزير الدفاع جيمس ماتيس قال قبل التطورات، إن الولايات المتحدة لن تسمح بزجها رغماً عنها في النزاع السوري، مضيفاً أن القوات الأميركية في المنطقة لن تفتح النار «إلا إذا واجهت العدو، أي (داعش)، أو تعرض أحد لنا وقصفنا وفتح النار علينا، فعندئذ سنقوم بما علينا القيام به تطبيقاً لمبدأ الدفاع عن النفس». كما جاء التحذير الأميركي أيضاً، غداة قصف إسرائيلي تواصل لـ 3 أيام على التوالي في منطقة القنيطرة على قوات النظام بسبب سقوط قذائف داخل مناطق سيطرة إسرائيلية. وبينما قُتِل 57 شخصاً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أغلبيتهم من المعتقلين المدنيين في قصف جوي للتحالف الدولي بقيادة واشنطن استهدف، فجر أمس، سجناً لتنظيم «داعش» في مدينة الميادين شرق سورية، واصل الأسد، أمس، جولاته غير المسبوقة على مناطق سورية منذ بداية الحرب الأهلية عام 2011، حيث زار أمس قاعدة حميميم الجوية الروسية، في محافظة اللاذقية التي يتحدر منها. وكان الأسد زار جرحى من الجيش السوري في منازلهم بريف حماة.