في حقيقة الأمر لا أخفي عليكم سرًا أن النفايات في عصرنا الحاضر أصبحت سلعة تجارية مهمة في الحياة اليومية، كيف لا وكل ثلاثة أطنان من النفايات تحتوي على ما نسبته طن من زيت الوقود! والنفايات أصبحت سلعة، فهي ليست نفايات فحسب، بل أصبحت تجارة في الولايات المتحدة الامريكية التي يتم إعادة تدوير ما نسبته 40% من النفايات فيها، وفي السويد 80% من القمامة يتم اعادة تدويرها، وتم تسخير امكانيات مادية وأنشئت العديد من المصانع والمعامل لاعادة التدوير. وتشغل السويد ما يزيد عن 30 معملا لإعادة التدوير لنفايات وتحويلها إلى وقود للتدفئة وإعادة استخدامها في توليد الطاقة، كما أن السويد تستورد ما نسبته 800 ألف طن من القمامة من الدول الاوروبية المجاورة. (لا ترمِ قمامتك نحن نشتريها وندفع لك) هذا نموذج رائع لدول رائعة ورائدة في عملية اعادة التدوير، فاصبحت تلك الدول تستفيد من كل ما يخلفه السكان، حتى من القمامة! لقد عملت الدولة السويدية على انتهاج ثقافة اعادة التدوير وتوعية المواطنين وترشيدهم بثقافة اعادة التدوير، اذ يتم فرز القمامة معتمدين على تقليلها بعد الفرز والتوزيع قبل أن ينتهي بها المطاف في معامل الحرق. في دول الخليج بشكل عام والبحرين بشكل خاص، خطا القطاع الخاص نحو الاستثمار في اعادة التدوير ولكنها لازالت خطوات بطيئة جدا، وهناك امكانيات كبيرة ووفرة في تلك النفايات تم استخدامها وتسخير جزء من الامكانيات في اعادة تدويرها، نحن بحاجة لثقافة ماسة لإعادة التدوير بدءا من البيت والمدرسة وموقع العمل لو استغلت تلك الثقافة لحققنا فائضا اقتصاديا لا يستهان به. نتمنى الاستفادة من التجربة السويدية في تلك الجهود وتشكيل وفد من القطاع الخاص والحكومي لزيارة تلك المعامل والمصانع ونقل جزء من تجربتهم للبحرين، وبذلك سوف يكون مردوده خليجيًا، وستكون البحرين في حال نقلها تلك التجربة واستفادتها من الخبرات السويدية انموذجًا خليجيًا ناجحًا، «أتمنى وغيري ذلك». ] ناصر محمد نمي
مشاركة :