النّطاسي

  • 6/28/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

من زمان لم اسمع بهذه المفردة، وآخر عهدنا بها هو مقرر الإملاء والمطالعة، في الابتدائية. قد لا أجد من يختلف معي بوجوب محاكاة الزمن في الممارسات الصحية قي بلادنا. فهناك مستجدات البحوث التي يتوجب على مانح الخدمة الطبية مراعاتها والإلمام بكل جديد وعصري. الأطباء، ولا أُعمم يرون أن مجرد الحصول على شهادة الطب هي كل ما يحتاج، لكن السنين أثبتت غير ذلك، فما لم يكن الممارس ملماً بالجديد، لن نقول عنه إنه "نطاسي"، والمفردة ذات استعمال أدبي قديم تُشير إلى براعة المُعالج. والنِّطَاسِيُّ بالكَسْرِ العَالِمُ بالطِّبِّ (معجم تاج العروس). فغير المألوف يُصبح مألوفاً بعد إقراره وإعطائه ميزة القبول من الهيئات الطبية ومراكز البحوث. في الغرب توجد إصدارات إسبوعية وشهرية إليكترونية ومجانية يشترك بها الممارسون، تلك المجلات معروفة بالاسم ومشهورة مثل مجلة (لانسيت) و(بريتيش ميديكال جورنال) وهي، أي المجلات تمد عالم الطب بما يُشبه القوت اليومي، فتتغذى المهنة بنتائج بحوث جرى إقرارها، وأوراق عمل جرى طرحها ومواعيد ندوات وورش عمل مستقبلية. تلك الأشياء تُلقّم العملية الصحية بما جدّ واستجدّ. "لا تأكل ملحاً أو طعاماً مملحاً" هي عبارات نسمعها من الطبيب الممارس عندنا في الشرق، يقولها للمريض بمجرّد ملاحظة ارتفاع في قياس ضغط الدم. لأن الطبيب تعلمها في كتب الكليّة، ولم يقرأ بحوث جديدة تقول إن الضغط قد يكون ناتجاً عن أسباب عضوية يجب معالجتها أولاً وانتظار نتائج الفحص قبل الإتيان بأمر "كُلْ" أو "تجنّب" أو "ابتعد عن" الجانب النظري الذي جدّ طالب العلم في تحصيله على مقاعد الدراسة والآراء التي كانت سائدة قد لا تصلح لهذا العصر، أو تصلح ولكن ليست للحالة المرضية المطروحة أمامه. ثم طلب التحاليل الضرورية وغير الضرورية وتخمين نتائجها قد لا يكون الصواب وقد لا تكون السلاح الكافي ضد الحالة، فأكثر نتائج التحليل تحتاج إلى تصويب أو مداخلة ذهنية من الطبيب، وقد يكون للمستجدات طرف مهم فيها. توفير الوقت وتكثير أرقام المراجعين والعجلة قد تُري الممارس إن أي تغيير في قيم الكبد ونشاطها هو تليّف، ويأمر مريضه بالمداومة على علاج لم يكن يحتاجه. حفظ الله الجميع من عجلة العصر التى تكاد تشمل عيادات ذوي المهن الطبية.

مشاركة :