استقالات الصحافيين تشكل ضربة للشبكة التي تعد هدفاً لهجمات ترامب ولطالما وصف تغطيتها بالكاذبة.العرب [نُشر في 2017/06/28، العدد: 10675، ص(18)]نزيف استقالات واشنطن - استقال ثلاثة من كبار الصحافيين لدى شبكة (سي.إن.إن) بعد سحب تقرير عن علاقات مزعومة بين صندوق استثمار روسي وأحد المقربين من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. واستقال توماس فرانك الذي كتب التقرير، وريكس هاريس رئيس تحرير قسم التحقيقات، وأريك ليتشباو وهو محرر وصحافي استقصائي تعاقدت معه “سي إن إن” من صحيفة نيويورك تايمز في أبريل الماضي. بحسب ما ذكرته الشبكة الاثنين. ويربط التقرير أنتوني سكارأموتشي، وهو مدير صندوق تحوطي وأحد المقربين من ترامب، بصندوق استثمار روسي يُفترض أن مجلس الشيوخ يحقق في نشاطاته لكن التقرير أُزيل من موقع “سي إن إن” مؤخرا بعد أن قررت الشبكة أنها لا تستطيع الدفاع عما جاء فيه. وكتبت الشبكة السبت تقول إن “التقرير لم يستوف معايير التحرير في سي إن إن، وتم سحبه. وتم كذلك تعطيل روابط التقرير على الإنترنت، وتعتذر سي إن إن للسيد سكاراموتشي”. وذكرت الشبكة أنه في اجتماع للموظفين الاثنين، تم إبلاغ أعضاء وحدة التحقيق أن التراجع لا يعني بالضرورة أن التقرير خاطئ، بل إنه لم يكن “محكما بما فيه الكفاية لنشره”. وكان سكاراموتشي قد اعترض على التقرير لكنه قبل اعتذار الشبكة السبت. وكتب عبر تويتر يقول “لقد فعلت سي إن إن الشيء الصحيح. خطوة راقية. اعتذار مقبول. الجميع يخطئ. إلى الأمام”. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن جيفري زوكر رئيس “سي إن إن” الذي وظف موارد كبيرة في التغطية السياسية والاستقصائية للبيت الأبيض بعد انتخاب ترامب كان مستاء بشدة من جراء الأخطاء التي وقع فيها التقرير ونشره رغم التحفظات التي أبداها فريق مراقبة الالتزام بالمعايير الصحافية في “سي إن إن”. وتأتي هذه الاستقالات لتشكل ضربة للشبكة التي تعد هدفا لهجمات ترامب. الذي لطالما وصف تغطية “سي إن إن” بأنها “أخبار كاذبة” واتهمها مستشاروه الكبار بالتحيز ضد ترامب. وانتهز ترامب الفرصة لتكثيف الهجوم على الشبكة بعد استقالة الصحافيين، وقام بوضع صورة على حسابه الخاص في تويتر، بطريقة يوجه فيها الإهانة لشبكة “سي إن إن”. حيث وضع صورة استبدل فيها الحرف الأول من اسم القناة بحرف آخر، ليتحول اسم الشبكة كليا إلى اسم كاذب. وتناول في تغريدة أخرى مصداقية قنوات أخرى في العمل الصحافي مثل، “إن بي سي” و“سي بي سي” و“أ بي سي”. وعلق متابعون ساخرون بأن تناول الشبكة لأخبار ترامب والمقربين منه، سيتسبب في خسارتها للكثير من الصحافيين والإعلاميين العاملين لديها، إذ لم تمض أسابيع قليلة على منع المحطة الأميركية، للكوميدية كاثي غريفين، من استضافة برنامجها السنوي الذي يحمل عنوان “نيو يير إيف” أو “عشية عام جديد”، إضافة إلى مذيع المحطة، أندرسون كوبر، بعد نشر المحطة غريفين وهي تحمل رأس الرئيس، دونالد ترامب، المقطوع والمخضب بالدماء. وقالت ميلانيا ترامب، إنها كأم وزوجة وإنسانة رأت أن مثل هذه الصورة مرعبة. وأضافت «بالنظر إلى الأعمال الوحشية التي تحدث في أنحاء متفرقة من العالم في أيامنا هذه، فإن مثل هذه الصورة ببساطة من الخطأ عرضها، وتجعلنا نتساءل بشأن القدرات العقلية للشخص الذي قام بعرضها.
مشاركة :