الرياض تتجاوب مع قائمة الإرهاب الصادرة عن مجلس النواب الليبيتجاوبت السلطات السعودية مع قائمة الإرهاب التي أصدرها مجلس النواب الليبي الشهر الجاري وقامت بالقبض على قياديين ينتميان إلى فصيل مسلح صنفته لجنة الدفاع إرهابيا.العرب منى المحروقي [نُشر في 2017/06/28، العدد: 10675، ص(4)]يحكمون أو يخربون كشف رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي طلال الميهوب السبب الذي دفع السلطات السعودية لإلقاء القبض على ليبيين إثنين ينتميان لـ”غرفة عمليات ثوار ليبيا” أثناء استعدادهما للعودة من العمرة. وقال الميهوب لـ”العرب” إن لجنة الدفاع وضعت “غرفة عمليات ثوار ليبيا” من بين عدد من الكيانات الأخرى على قائمة الإرهاب. وأصدرت اللجنة مطلع الشهر الجاري قائمة تضمنت 75 شخصا إرهابيا في ليبيا على علاقة بدولة قطر، طلبت وضعهم على قائمة الإرهاب العربية في أول تحديث لها، بالإضافة إلى 9 تنظيمات وكيانات إرهابية على علاقة بالدوحة. وكانت كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين، قد أعلنت عن قائمة تصنيف 59 فرداً و12 كياناً في قوائم الإرهاب المحظورة لديها، والتي تموّلها وتدعمها الدوحة بالمال والسلاح. وأكد البيان المشترك للدول الأربع أن القائمة المدرجة مرتبطة بقطر، وتخدم أجندات مشبوهة في مؤشر على ازدواجية السياسة القطرية التي تعلن محاربة الإرهاب من جهة، وتمويل ودعم وإيواء مختلف التنظيمات الإرهابية من جهة أخرى. وعانت ليبيا منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي من سطوة الجماعات المتطرفة التي وجدت دعما خارجيا من قطر وتركيا اللتين استخدمتا جماعة الإخوان المسلمين كواجهة لتوفير الدعم السياسي لتلك الجماعات. وقالت وسائل إعلام ليبية الاثنين إن السلطات السعودية أوقفت ليبيين هما حمود بن رجب ومحمد الخذراوي خلال أدائهما لمنسك العمرة. وقالت مصادر من الزاوية إن الخذراوي هو آمر سرية الفاروق التابعة لغرفة عمليات ثوار ليبيا التي كان يقودها شعبان هدية المكنى أبوعبيدة الزاوي، إضافة إلى انتساب بن رجب المعتقل الآخر الى الغرفة. وقال الميهوب إن “غرفة عمليات ثوار ليبيا” شاركت في ما يعرف بعملية فجر ليبيا التي عاثت في العاصمة طرابلس فسادا وأحرقت المطار وخزانات النفط بقيادة “أبوعبيدة الزاوي”.غرفة عمليات {ثوار ليبيا} شاركت في عملية فجر ليبيا التي عاثت في العاصمة طرابلس فسادا وأحرقت المطار وخزانات النفط وتتكوّن الغرفة من كتائب “الثوار” من مختلف مناطق ليبيا التي قادت حرب الإطاحة بنظام القذافي سنة 2011. ورغم أن الإطاحة بنظام القذافي كانت بمشاركة كل الليبيين الرافضين لحكمه، إلا أن الإسلاميين يطلقون صفة “الثوار” على الميليشيات المتطرفة التي كان أغلب عناصرها في السجون بسبب انتمائهم إلى جماعات إرهابية. وينفي هدية عن نفسه ارتباطه بالتنظيمات الإرهابية إلا أنه لا يخفي دعمه لما يعرف بـ”مجلس شورى ثوار بنغازي”، وهو فصيل مسلح يتكوّن من تنظيمات متشددة على غرار أنصار الشريعة، ويقول الجيش الليبي إنه متحالف مع تنظيم داعش في بنغازي. وقال هدية في تصريحات صحافية سابقة إن عددا من عناصر “غرفة عمليات ثوار ليبيا” يقاتلون مع ما يسمى بـ”مجلس شورى ثوار بنغازي” ضد قوات الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر. ولا يخفي هدية كرهه لخليفة حفتر الذي أطلق في 2014 عملية الكرامة التي تمكّنت بعد ثلاث سنوات من طرد الجماعات الإسلامية المتشددة من أغلب أحياء بنغازي، باستثناء الصابري ووسط البلاد المعقلين الأخيرين للجماعات المتطرفة في المدينة. ومن غير المعروف ما إذا كانت “غرفة عمليات ثوار ليبيا” المتمركزة في مدينة الزاوية غرب ليبيا موالية لحكومة الوفاق أم لحكومة خليفة الغويل المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته الذي منحها الشرعية إبان هيمنة تيار الإسلام السياسي على ليبيا. لكن مصدرا عسكريا مقرّبا من المجلس الرئاسي استبعد في تصريحات لـ”العرب” إمكانية انضواء هذه الميليشيا تحت وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوفاق، مرجّحا تبعيتها لحكومة الغويل. وكانت قوات تابعة لحكومة الوفاق قد طردت الميليشيات الإسلامية الموالية لحكومة الغويل من العاصمة طرابلس بعد اشتباكات عنيفة. وترفض حكومة الغويل تسليم السلطة لحكومة الوفاق الوطني المنبثقة عن اتفاق الصخيرات الموقّع في مدينة الصخيرات المغربية ديسمبر 2015، متهمة إياها بالعمالة والولاء للخارج. وتروّج مواقع إعلامية تابعة للإسلاميين لأن السعودية ألقت القبض على عنصري أمن نظاميين لكن السلطات الليبية اكتفت بوصفهم بالمواطنين. وأعلن المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية بحكومة الوفاق الوطني، أنَّ الوزارة تواصلت مع السلطات السعودية فور تلقيها خبر إيقاف مواطنين ليبيين إثنين بمطار جدة وهما في طريق عودتهما إلى البلاد عقب أداء مناسك العمرة. وأضاف المكتب الإعلامي الثلاثاء أنَّ وزارة الخارجية كلفت القنصل الليبي في جدة بالاتصال بشكل مباشر بالسلطات السعودية والوقوف على خلفيات إيقاف المواطنيْن الليبييْن، وزيارتهما والاطمئنان عليهما. كما ذكر أن وزير الخارجية، محمد سيالة، يتابع شخصيًّا ويولي اهتمامًا بهذا الموضوع مع نظيره السعودي عادل بن أحمد الجبير. وخاطب القنصل العام بجدة صالح جوان، الاثنين، مدير جوازات مطار الملك عبدالعزيز في جدة، بضرورة توضيح ملابسات توقيف المواطنين الليبيين لمعرفة أحوالهما وتطمين أسرتيهما.
مشاركة :