تقدم الجيش الليبي في المنطقة الغربية يقوي موقف البرلمان بقلم: منى المحروقي

  • 10/9/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

رئيس المجلس عبدالرحمن السويحلي يحذر من استغلال أزمة صبراتة.العرب منى المحروقي [نُشر في 2017/10/09، العدد: 10776، ص(4)]انتصارات متواصلة سيطرت السبت قوات غرفة عمليات العجيلات التابعة للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي، على المدينة، عقب أيام من سيطرة غرفة عمليات محاربة تنظيم داعش على مدينة صبراتة. ويتابع مراقبون باهتمام هذه التطورات التي من شأنها أن تؤثر على مسار مفاوضات تعديل اتفاق الصخيرات، التي بدأت نهاية الشهر الماضي بالعاصمة التونسية. ويرى المحلل السياسي عيسى عبدالقيوم أن هذه التحركات سيكون لها تأثير إيجابي على مسار المفاوضات وهو ما تعكسه تصريحات المبعوث الأممي غسان سلامة عقب لقائه بالمشير خليفة حفتر حيث أكد بأنهما اتفقا على وضعية الجيش. وأوضح أن “الجيش انتقل منذ فترة إلى تعزيز مواقعه في المنطقة الغربية وهو ما أدى إلى تغيير قناعات المجتمع الدولي تجاهه والاعتراف بأنه الضامن على الأقل لمحاربة الإرهاب وحماية النفط”. وأضاف في تصريح لـ”العرب”، “تعديل المادة الثامنة من الاتفاق السياسي بما يرضي الجيش ويزيل مخاوفه سيكون أمرا محتوما”. ومثلت المادة الثامنة طيلة السنوات الماضية، حجر عثرة أمام تطبيق اتفاق الصخيرات، حيث اعتبرها البرلمان مقدمة لإقصاء خليفة حفتر. وتنص المادة على تولي المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق لجميع المناصب السيادية والعسكرية بمجرد توقيع الاتفاق السياسي بما في ذلك منصب القائد العام للجيش الذي يتولاه حاليا خليفة حفتر. ورحب مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق شرق البلاد، ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، بتحرير مدينة صبراتة، في حين حذر المجلس الأعلى للدولة، وهو الطرف الذي يفاوض البرلمان في تونس، من استغلال ما وصفه بـ”الأزمة” في إشارة إلى تحرير المدينة من الميليشيات.عيسى عبدالقيوم: تعديل المادة الثامنة بما يرضي الجيش سيكون أمرا محتوما وحذر رئيس المجلس عبدالرحمن السويحلي مما وصفه بـ”استغلال أزمة صبراتة وتأجيج الوضع فيها من قبل بعض الأطراف لتحقيق مصالح سياسية خاصة”، في إشارة لخليفة حفتر. وأكد السويحلي أن “الاحتكام لمنطق القوة والعنف سيُولد عنفا مضادا، وهو ما يرفضه المجلس الأعلى للدولة حفاظا على النسيج الاجتماعي والاستقرار الأمني، مشددا على انتهاجه طريق التهدئة والحوار سبيلا لحل الأزمة الراهنة”. وأدلى السويحلي بهذه التصريحات خلال لقائه في العاصمة الإيطالية روما السبت وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي، حيث ناقشا في اجتماع ملف الهجرة غير النظامية وأزمة مدينة صبراتة. والمجلس الأعلى للدولة هو جسم استشاري منبثق عن اتفاق الصخيرات يضم 120 عضوا، 90 منهم هم أعضاء من المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته الذي رفض تيار الإسلام السياسي المسيطر عليه تسليم السلطة إلى البرلمان في يونيو 2014. ويقول عبدالقيوم إن السويحلي سيحاول عرقلة جهود تعديل اتفاق الصخيرات في صورة لم يتحصل على المنصب الذي يريده مستخدما سلاح “الثورة والثوار”. وتشكلت أغلب الميليشيات أثناء وبعد الحرب التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، ويطلق بعض السياسيين وخاصة المحسوبين على التيار الإسلامي والمقربين منهم صفة “الثوار” على عناصرها. وأوضح أن اعتراضه على تحرير صبراتة نابع من كونها خرجت من حساباته وبالتالي سحب ملف الهجرة غير الشرعية ومجمع مليتة للغاز من بين يديه. ويقع في مدينة صبراتة مجمع مليتة للنفط والغاز، وهو من أهم المجمعات النفطية في غرب ليبيا، ولشركة إيني الإيطالية مصالح رئيسية مع هذا المجمع. وكانت وسائل إعلام أوروبية تحدثت في الفترة الماضية عن اتفاق وقعته إيطاليا مع ميليشيا أحمد الدباشي المعروفة بـ”العمو” والمتهمة بتهريب المهاجرين. وشهدت صبراتة اشتباكات دامت أياما بين ميليشيا الدباشي وميليشيات أخرى موالية لها وغرفة عمليات محاربة داعش التي لا يخفي بعض عناصرها ولاءهم لخليفة حفتر وكلا الطرفين تابعان بشكل رسمي لحكومة الوفاق الوطني. وقبل أن تعلن الغرفة عن سيطرتها على المدينة الجمعة، قال خليفة حفتر إن ما يحدث في صبراتة حرب شرعية بين ضباط من الجيش من جهة وجماعات تمتهن الإرهاب وتجارة البشر. وأضاف حفتر في تصريحات لوكالة “آكي” الإيطالية “لن تتوقف هذه الحرب قبل تسليم هذه المجموعات لسلاحها وإطلاق سراح أهالي المدينة المعتقلين لغرض الابتزاز وتسليم العناصر الأجنبية التي تقاتل معها”. ويقول مراقبون إن غرفة العمليات تتبع المجلس الرئاسي ظاهريا، لكنها في الواقع تؤيد الجيش الوطني وكذلك كتيبة 48 مشاة في الظاهر تتبع رئاسة الأركان بحكومة الوفاق، لكن انتماءها يعود إلى المؤتمر الوطني المنتهية ولايته. ويرى هؤلاء أن حفتر يعتبر صبراتة بوابته للدخول إلى العاصمة طرابلس والاستحواذ على المنشآت النفطية، الأمر الذي سيجعل إيطاليا أو غيرها مرغمة على التعامل معه على كافة المستويات. وكان إدريس مادي آمر غرفة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش، أكد في تصريحات عقب تحرير المدينة أن الحرب على الإرهاب لن تتوقف عند مدينة صبراتة فقط، مؤكدا أن الجيش سوف يتقدم إلي باقي المدن الليبية لتطهيرها من الميليشيات الإرهابية.

مشاركة :