القرآن والأمازيغ بريشة فنانة شعبية مغربية بقلم: فيصل عبدالحسن

  • 6/28/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

عائشة البخاري فنانة فطرية لوَّنت أحلام الأطفال وأساطير الأمازيغ بالمغرب، ورسمت ما جاء في القصص الشفاهي المغربي عن أبطال مغاربة يمتلكون قوى خارقة قاتلوا ضد المستعمرين الأجانب. وخطَّت طلاسم السحر بالحروف الأمازيغية على أطراف لوحاتها بتناسق بصري جميل، إذ الفنانة تجيد التحدث بالأمازيغية. كما نجد البخاري مولعة برسم عيون الحاسدين، وهي تنتشر في الكثير من لوحاتها. ومن الطريف أن العيون الشريرة المرسومة تجعل الكثيرات، ممن يقتنين لوحات الفنانة يعتقدن بأنًّ لهذه اللوحات قوة غير مرئية، وأنًّها ستطرد عيون الحاسدين في أي مكان تعرض فيه. والعيون المرسومة في اللوحات مرسومة بطريقة، وألوان، أُخذتْ من أعشاب، وأحجار لها قابيلة على منع الحسد من التأثير على ساكني البيت، ومنع الشرور عنهم. وكل لوحة من لوحاتها، بانوراما طفولية تحمل في ثناياها الكثير من قصص الجدَّات، وحكايات المخيال الشعبي المغربي عن الخير والشر وأحلام الطفولة. فإضافة إلى أنها رسمت تلك اللوحات بألوان مُبْهّجة، للفنانة قدرة فائقة على تجسيد عالم الطفولة بأحلامه ورؤاه، وتخيله للأشباح والمخلوقات الأسطورية. ومن قرأ”ألف ليلة وليلة” و”خدع النساء” و”روضة المحبين” و”السندباد المغربي”، سيجد أنَّ الكثير من الهيئات والأشكال المرسومة في لوحاتها، مستمدة من حكايات هذه الكتب التراثية. ومن الإضافات القيمة على هذه الكتب استخدام هذه اللوحات لإغناء المحتوى الكتابي برؤى بصرية ثرية. رسومات باللون والخط قصص ووصايا حكماء الأمازيغ لأحفادهم. ولقصص القرآن الكريم نصيب كذلك، كقصة النبي يوسف وإخوته، وحسدهم لأخيهم، وتعبيرهم عن ذلك الشر برميه في الجب، ومرأى النبي موسى وهو يشق البحر بعصاه، والنبي يونس، وهو يتداوى بشجرة يقطين. جمعت عائشة البخاري الأساطير الأمازيغية وقصص القرآن الكريم، فأبدعتْ لوحات يستطيع متتبع حركة الأشكال فيها والآدمية أن يقرأ قصصاً في غاية التشويق والجمال عن عالم زاخر بالجمال والحركة والخيال. واستخدمت ألواناً مستمدة من الطبيعة، في تَلْوين كل ذلك الجمال في أغلب لوحاتها، كالحناء وقشور الرمان، والشفلح والزعتر، والصلصال الأحمر، لإعطاء اللوحة حميمية مع الرائي، ومعها كفنانة مرتبطة بقوة بجذورها.

مشاركة :