هل تغيّرت أمريكا أم عجز العرب عن استشراف الأحداث؟ | أ.د. عاصم حمدان

  • 6/17/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

* لم تكن حرب السويس 1956م -فقط- البداية الحقيقية لصعود القوة الغربية الوحيدة على المسرح الدولي، وإنما حملت في ثناياها اختفاء الدور البريطاني، وخصوصًا لجهة وجوده كعامل هام ومؤثر في أحداث الشرق الأوسط. وذلك يعود لشخصية الرئيس الأمريكي «ايزنهاور» Dwight Eisenhower، الرئيس الأمريكي الوحيد كما يذكر المفكر البريطاني دينيس هيلي HEALEY، الذي لم يسمح للوبي الصهيوني أن يتلاعب بسياسة أمريكا الشرق الأوسطية لصالح إسرائيل، بل كان موقفه صادمًا في عام 1953م، وذلك عندما أوقف العون الأمريكي لإسرائيل؛ حتى تعود عن سياستها الرامية لتحويل مياه نهر الأردن على طول الحدود السورية، ولشخصيته السياسية القوية فلقد حاز على غالبية كبيرة من أصوات الناخبين -أثناء حملته الانتخابية الثانية- في قلب أحداث 1956م، ممّا يبرز مدى شعبيته وثقة الناخبين في سياسته التي أخفق أحد أضعف رؤساء الوزراء البريطانيين أنتوني إيدن الذي خلف صهره تشرشل في دواننغ ستريت عام 1956م في فهمها وإدراك بواعثها؛ ولهذا اضطر للاستقالة عام 1957م. * العرب وخصوصًا دول المواجهة لم تدرك في عام 1967م أن الرئيس ليندون جونسون ليس إيزنهاور، بل كان كنائب ديمقراطي أثناء حرب السويس ضد سياسة إيزنهاور، وساعده وجود حليف عمالي وسياسي انتهازي في بريطانيا هو هارولد ويلسون الذي اتهمته المعارضة أثناء حرب حزيران بأنه قدّم مساعدات لوجستية لحليفته القوية إسرائيل. * عدم قراءة الحدث السياسي بسياقاته المختلفة هو الذي أدّى مع عوامل أخرى لما عرف باسم «النكسة»، مع أنها كانت هزيمة نكراء لازلنا ندفع ثمنها حتى وقتنا الحاضر. * الرئيس الأمريكي الوحيد الذي كانت فيه ملامح من شخصية ايزنهاور هو جورج بوش الأب -الذي ضرب- بعد انتهاء حرب الخليج الثانية المنصة الموجودة أمامه قائلاً: إنني أعرف هذا اللوبي، وكان يقصد «الصهيوني»، حيث كان الإرهابي -شامير- رئيس وزراء إسرائيل آنذاك، وبدعم من اللوبي الصهيوني في أمريكا يرفض بشدة الانخراط في عملية السلام من خلال مؤتمر جنيف. * «أوباما»لأسباب مختلفة يُعتبر واحدًا من أكثر الرؤساء الأمريكيين ترددًا في اتخاذ القرارات الحاسمة، وبالعودة إلى موقفه من أحداث سوريا وتراجعه في اللحظات الأخيرة عن توجيه ضربة محدودة، بل إن أحداث أوكرانيا أثبتت قوة عزيمة منافسه الروسي «بوتين» في مقابل ضعف يختفي خلف خطاب إنشائي خالٍ من المضمون. كان خطاب «أوباما» بعد انهيار الموصل مؤخرًا واضحًا، لن نخوض حربًا بالإنابة عن أحد، بل إن هيلاري كلينتون لامست الواقع عندما ذكرت أنه في حالة تدخلنا -أي كأمريكيين- أو عدم التدخل لن نسلم عن وصمنا من الآخرين بأننا ليبراليون، وربما زاد البعض بأنهم صليبيون. فعلى الآخرين أن يدركوا أن أمريكا غير مستعدة للتضحية بدم أبنائها وجنودها. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (70) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :