تتسبب شقوق زوايا الفم في إفساد المظهر الجمالي للوجه؛ حيث يبدو الفم بمظهر سيئ عند الضحك أو تناول الطعام مثلاً. غير أن هذه الشقوق تعتبر أكثر من مشكلة جمالية؛ حيث إنها قد تشير إلى الإصابة بأحد الأمراض، كالتهاب الجلد العصبي أو اضطرابات الأيض، فضلاً عن أنها تفتح الباب على مصراعيه أمام الجراثيم. وقال الممارس العام الألماني، ميشائيل نيسين، إن شقوق زوايا الفم تنشأ نتيجة لعدم المرونة الكافية للجلد، مشيراً إلى أن الشقوق لا تقتصر على زوايا الفم فحسب، بل إنها يمكن أيضاً أن تظهر بمواضع مختلفة في الجسم، مثل بين أصابع القدم أو الكعب أو باطن القدم أو شحمة الأذن أو الكوع أو منطقة العانة. وقال طبيب الأمراض الجلدية الألماني، مانويل كورنيلي، إن الشقوق قد ترجع إلى أسباب عدة؛ فشقوق زوايا الفم ترجع غالباً إلى جفاف الشفاه. كما قد ترجع الشقوق إلى الهربس أو العدوى الفطرية في الغشاء المخاطي المبطن للفم أو أمراض الغشاء المخاطي المبطن للمعدة أو عدم استقرار طقم الأسنان البديلة. ومن الأسباب الأخرى: الإكزيما والاستجابات التحسسية والأمراض الجلدية، مثل التهاب الجلد العصبي أو الصدفية أو نقص الحديد أو فيتامين B12. وعند ملاحظة الشقوق ينصح كورنيلي بمعالجتها بواسطة كريم أو مرهم، خصوصاً المستحضرات المحتوية على اليوريا، وذلك من أجل ترطيب الجلد. من جانبه، ينصح نيسين باستعمال الكريمات أو المراهم المحتوية على الزنك أو البانثينول. ومن المهم أيضاً الالتزام بالاشتراطات الصحية؛ نظراً لأن الجراثيم يمكنها التوغل بسهولة إلى الجلد بسبب الضرر، الذي لحق بحاجز الحماية الطبيعي للجلد. وغالباً ما تعد الشقوق بين أصابع القدم البوابة التي تنفذ منها فطريات القدم. وتشكل شقوق القدم خطراً على مرضى السكري بصفة خاصة؛ نظراً لأنهم غالباً لا يلاحظون هذه الشقوق بسبب تلفيات الأعصاب أو سوء سريان الدم لديهم، ومن ثم يمكن أن تتعرض هذه الشقوق للالتهاب. وفي أسوأ الحالات تنشأ جروح وتقرحات، وهو ما يعرف بمتلازمة «القدم السكرية». ويتحدد علاج الشقوق بناءً على السبب، بينما يمكن الوقاية منها باستعمال الكريمات المرطبة والاهتمام بالنظافة الشخصية والتغذية المتوازنة الغنية بالفيتامينات والمعادن.