أبدى العديد من الأوساط الأمنية والسياسية والإعلامية استغرابها ودهشتها من تعامل قطر غير الاستراتيجي مع قضايا منطقة الخليج العربي، محذرين في الوقت ذاته من تساهلها وعدم اكتراثها للمخاطر المترتبة على العديد من القرارات التي تتخذها في قضايا تمس الأمن الاستراتيجي لمنطقة الخليج، مشيرين إلى أن قرار الدوحة بإعفاء اللبنانيين من تأشيرات الدخول المسبقة ينطوي على آثار سلبية ستمتد على القطريين والمنطقة، باعتبار أن «حزب الله» اللبناني ربما يستغل هذا القرار، إذ ظل الحزب يتربص بمنطقة الخليج العربي منذ تأسيسه في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وله تاريخ دامٍ في الكويت والسعودية التي نفذ فيها عدد من العمليات الإرهابية الدامية. ولفت أحد أبرز الباحثين من مركز واشنطن لسياسات الشرق الأوسط، والمدير السابق في برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب، د. ماثيو ليفيت، في وقت مبكر، إلى الخطر الإرهابي لحزب الله على دول المنطقة. وبحسب الباحث الأميركي، لم ينتظر الحزب طويلاً بعد تأسيسه في بداية الثمانينيات، ليُعمل مخالبه في مختلف دول الخليج، وكانت الكويت من أول الدول التي تعرضت لضربات الحزب اللبناني بعد فترة قصيرة فقط من تأسيسه. ففي ديسمبر 1983، تعرضت الكويت إلى هجمة كبيرة من التفجيرات المنسقة، بعد استهداف ما لا يقل عن 7 مؤسسات نفطية وسيادية وسفارات أجنبية ومحطة كهرباء، وسريعاً ما تبين أن حزب الله اللبناني يقف خلفها. وفي 1986 بدأت الحكومة البحرينية بإسقاط حزب الله البحريني، وبعد سنة واحدة من ذلك التاريخ، قبضت السلطات البحرينية على 52 متورطاً في دعم هذا الحزب، الذي كان أول فرع رسمي لحزب الله اللبناني في الخليج، لتنطلق بذلك رحلة طويلة خاضتها أجهزة الأمن الخليجية، ضد حزب الله مباشرة ووكلائه في المنطقة. أما أشهر عمليات الحزب ضد السعودية فهي بلا شك الهجوم على أبراج الخبر في السعودية في 1996، الذي تسبب في مصرع 19 أميركياً، إلى جانب عدد من السعوديين. مخاوف حقيقية وتخوفت أوساط سياسية وإعلامية عربية من تسلل عناصر الحزب عبر قطر لضرب استقرار منطقة الخليج من جديد، ونبهت المصادر من نيات قطر بفتحها الباب أمام ميليشيات حزب الله وحلفائه وتطويعهم للعمل تحت اسم الجيش القطري، منبهة إلى أن الدوحة بهذا القرار تمنح الحزب ثغرة يمكن أن ينفذ من خلالها إلى الأمن الخليجي الذي ظلت الأجهزة الأمنية فيه تمثل حجر عثرة أمام مخططاته طيلة الفترة السابقة. وكان أمير قطر قد قال، في التصريحات التي نفتها الدوحة لاحقاً، إن حزب الله حركة مقاومة برغم تصنيفه إرهابياً في الخليج. بيد أن العلاقة بين قطر وحزب الله لم تنقطع خلال السنوات الماضية، بل بقيت مفتوحة عبر ملفات تتعلق بجبهة النصرة في سوريا والحشد الشعبي في العراق. خطر أمني ورأى الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي محمد علي الحسيني أن القرار القطري يعتبر خطراً أمنياً على المنطقة. واعتبر الحسيني أن الدوحة تخاطر بأن يدفع حزب الله مناصريه للتدفق إلى قطر، ولم يستبعد أن يرسل الحزب البعض للقيام بمهمات محددة تتعلق بالوضع الراهن للعلاقات الخليجية. كما أشار إلى أن حزب الله سيعمل لاختراق قطر أمنياً وسياسياً، لصب الزيت على نار الخلاف الخليجي، واستهداف الدول المجاورة. فيما أكد أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الملك سعود، عادل المكينزي، لصحيفة الوطن السعودية، أن حزب الله يستغل الفرص لزعزعة الأمن في الخليج.
مشاركة :