تعمل قطر بمختلف السبل للنجاة من العزلة المتعاظمة، التي سقطت فيها منذ أن قاطعتها الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب، وبعد أن اعتمدت التباكي والارتماء في أحضان أطراف عدة؛ بحثاً عن الحماية، وبعد أن جربت الاستثمار في الجماعات الإرهابية ولم تنجح، وفشلت في التباكي أمام المنظمات الدولية؛ لضعف حججها وخداع مزاعمها، يبدو أن من يدير سياسات الدوحة بدأ يلجأ إلى تخويف الرأي العام الغربي والأوروبي خصوصاً من احتمال إطالة عمر الأزمة القطرية، بما سيؤثر في أسعار الطاقة من نفط وغاز. وفي هذا السياق، صرح سفير تميم بن حمد في ألمانيا بأن أزمة بلاده مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ستؤثر في أسعار منتجات الطاقة، ما يعني زيادة أسعار المنتجات الأخرى. وقال السفير سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، في مقابلة إذاعية، إن الأزمة سيتجاوز تأثيرها منطقة الخليج ليمس أي شخص في أي مكان في العالم، وأن منطقة الخليج تغذي العالم بأكثر من 40 في المئة من مصادر الطاقة، التي ستزيد أسعارها تأثراً بالأزمة، ما يعني وفقاً لتصريحاته زيادة عامة في الأسعار. وأضاف السفير القطري في ألمانيا أنه كلما زاد عمر الأزمة، أضحى الطريق إلى الحل أوعر، وعليه فإن الجلوس «الآن» على طاولة الحوار خير من التأجيل، ودعم السفير وساطة الكويت ومساعي من سماهم الأصدقاء مثل ألمانيا باعتبارها السبيل الوحيد للحل.ويتعارض قول السفير مع المزاعم القطرية بعدم التأثر بالأزمة، والسعي إلى تجييش الرأي العام الغربي وإثارة «فوبيا الطاقة» لتخويف الأوروبيين مع اقتراب فصل الخريف، واللجوء إلى هذا الأسلوب الذي يعد آخر الأسلحة تقريباً لدى الدوحة، ويؤكد أن أزمة قطر قد بلغت درجة عالية الخطورة، ولم تعد الأزمة مقتصرة على الدوحة؛ بل أصبحت تلاحق الاستثمارات القطرية في العالم أجمع.وسلطت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية في تقرير لها، أمس، الضوء على قائمة سوداء تضم أسماء فنادق ذائعة الصيت في لندن، لها صلة بقطر، يتم تداولها بين شخصيات بارزة ورجال أعمال خليجيين يدعمون مقاطعة حكوماتهم المستمرة لقطر. وبادر عدد من المستثمرين الخليجيين لاتخاذ مواقف شخصية تكبّد الاقتصاد القطري مزيداً من الخسائر، ما يعني توسيع دائرة العزلة التي فرضتها الدول الأربع على قطر و«تنظيم الحمدين».
مشاركة :