يجتمع الكبار في حارة النصر بالمدينة مع الشباب والفتيان والصبية ليلعبوا المزمار في جو أسري جميل وسط حضور كبير من عشاق هذه اللعبة وتحرص كل حارة من حواري المدينة أن يكون المزمار في حيها أفضل من الحي الآخر، وهنا تأتي المنافسة بين أهالي الحي بتزيين الحارات وتجهيز مكان اللعب، من وقت مبكر تجدهم متحلقين حول لهيب النارٍ يرقصون بين نغمات العدة وكلمات الزومال حاملين في أيديهم العصا تلف برشاقة فائقة حول معاصمهم يعلو الغناء تارة ويشتعل التصفيق تارة أخرى ما بين ترقب وتشجيع وتمايل ونغم متناغم هذا هو مشهد مختصر للعبة المزمار الذي كانت بدايته تحدياً وقصص مواجهات رجال وشباب الحارة ليصبح اليوم أهم أداة في مناسبات العيد والأعراس فلا تخلو أي مناسبة حجازيَّة سعيدة من رقصة المزمار التي تبهج بمنظرها القلوب كلوحة فنيَّة توحي بتكافل المجتمع المديني والتعبير عن أفراحه. وقال عبدالرحيم موافي أحد منظمي هذه اللعبة: لعبة المزمار تستهوي الكبير قبل الصغير وليس لها سن معينة أو طبقة معينة، حتى أرقى الطبقات والمثقفين يعشقون لعبة المزمار وتنتشر هذه اللعبة في الحجاز وأصبحت تمارس في كافة مدن المملكة لوجود حجازيين في هذه المدن ومن ليلة الإعلان بالعيد نستعد بتجهيز مكان لعبة المزمار وهناك تنافس بين حارات المدينة المنورة ونحرص على أن تكون حارة النصر هي الأفضل في تنظيم لعبة المزمار في العيد.