أوروبا تنتقل من مطاردة الذئاب المنفردة إلى مواجهة الشبكات المنظمة

  • 6/29/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أوروبا تنتقل من مطاردة الذئاب المنفردة إلى مواجهة الشبكات المنظمةتكثيف التعاون الأمني والاستخباراتي بين الدول الأوروبية يقود إلى الإطاحة بعدد من المتطرفين في ضربة استباقية منعت حدوث هجمات محتملة، وقد كشفت الاعتقالات الأخيرة عن ترابط كبير بين الشبكات المتطرفة التي تمثل وفقا للشرطة الأوروبية تهديدا غير مسبوق في العقدين الأخيرين.العرب  [نُشر في 2017/06/29، العدد: 10676، ص(5)]تعاون أكثر يقود إلى نتائج أكبر مدريد – تكشف سلسلة الاعتقالات التي أعلنت عنها الأجهزة الأمنية في أكثر من بلد أوروبي هذا الأسبوع عن انتقال تركيز تلك الأجهزة إلى تفكيك الشبكات المتطرفة بدل تتبع المتشددين بصفة فردية. ودفعت العمليات الإرهابية التي ضربت عواصم غربية كبرى بدءا من باريس وبروكسل وصولا إلى لندن مرورا ببرلين، الأجهزة الأمنية إلى تكثيف التعاون الاستخباراتي في ما بينها للإيقاع بالشبكات المسؤولة عن تجنيد المزيد من الشباب ذوي الميولات المتطرفة. وتواجه دول الاتحاد الأوروبي مخاطر غير مسبوقة تهدد بتعرضها إلى ضربات إرهابية وشيكة، وحذر رئيس منظمة منظمة الشرطة الأوروبية “يوروبول” روب واينرايت في تصريحات خاصة لصحيفة “نويه أوسنابروكر تسايتونج” الألمانية في عددها الصادر الثلاثاء من “أن خطر الإرهاب في أوروبا هو الأعلى خلال العشرين عاما الماضية. ولا يزال يزداد؛ لدينا إشارات على ذلك”. وقالت وزارة الداخلية الإسبانية الأربعاء إن السلطات ألقت القبض على ستة أشخاص في إسبانيا وبريطانيا وألمانيا للاشتباه في صلتهم بتنظيم الدولة الإسلامية والترويج للفكر المتطرف. وذكرت الوزارة إن الاعتقالات التي رتبتها الشرطة الإسبانية بالتعاون مع الشرطة في ألمانيا وبريطانيا شملت أربعة أشخاص في بالما دي مايوركا وشخصا في بريطانيا وآخر في ألمانيا. وشاركت في العملية أجهزة الاستخبارات والشرطة ومكافحة الإرهاب الإسبانية والبريطانية والألمانية ووكالات أوروبية بإشراف نيابة مدريد المكلفة بالنظر في قضايا الإرهاب. وقام المتطرفون الذين تم إلقاء القبض عليهم بإعداد ونشر تسجيلات فيديو تحتوي على مضمون يدعو إلى العنف ونظموا اجتماعات أسبوعية سرية لتجنيد أشخاص للسفر إلى مناطق الصراع للقتال. وتابعت الوزارة أن منتج هذه الأفلام إمام سلفي متطرف اعتقل في بريطانيا في إطار العملية، وكان بالفعل تحت مراقبة عدة دول أوروبية. وقالت شرطة المنطقة في بيان لها إن رجل الدين البالغ 44 عاما صدرت بحقه مذكرة توقيف أوروبية واعتقل في برمنغهام (غرب بريطانيا) إحدى أبرز المناطق التي يلجأ إليها البريطانيون الإسلاميون. وسافر الإمام مؤخرا إلى جزيرة مايوركا الإسبانية بالبحر المتوسط حيث التقى مع الأربعة الذين اعتقلوا في إسبانيا وحثهم على تجنيد آخرين. وكان الرجل الذي ألقي القبض عليه في ألمانيا على اتصال بالآخرين وشارك في إعداد الأفلام التي أنتجتها المجموعة. وقالت الوزارة إن المجموعة كانت تنظم “اجتماعات أسبوعية سرية… لشبان يتقاسمون الأيديولوجيا نفسها لإقناعهم بالتوجه إلى مناطق النزاع”. وأضافت الوزارة أن “العملية نفذت بسبب التزام المجموعة التام بتعليمات داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وتبريرها للأعمال الإرهابية التي ينفذها أفراد في أوروبا واستعدادها لممارسة الجهاد العنيف”.روب واينرايت: فقدنا جزءا من إمكانات مراقبة الإرهابيين بعد نقل اتصالاتهم إلى الإنترنت وبدأت تحقيقات الشرطة في عام 2015 بعد اكتشاف صفحة على الإنترنت تتضمن أفلام فيديو تصور مراحل حياة شاب مسلم مقيم في إسبانيا بدءا من تجنيده وحتى سفره إلى سوريا. وتأتي هذه التطورات فيما أعلنت الشرطة السويسرية عن إيقاف أربعة اشخاص يشتبه في صلاتهم بجماعات جهادية بينها تنظيم الدولة الإسلامية، خشية أن يشكل بعضهم “خطرا داهما”، بحسب وزارة العدل الأربعاء. وأكد مكتب النائب العام توقيف ثلاثة اشخاص في كانتون فو في غرب البلاد الجمعة والسبت الماضيين، للاشتباه في انتهاكهم “تجريم حركات مثل تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية ومنظمات مماثلة”. كما تشتبه السلطات في مشاركتهم في “منظمات إجرامية”. كما تم توقيف شخص آخر في جنيف في 14 يونيو الحالي، وهو سائق سيارة أجرة يشتبه في قيامه بتجنيد شبان لصالح تنظيم الدولة الإسلامية. ولم تكشف السلطات عن هويات أو جنسيات الأشخاص الأربعة. وتحقق السلطات السويسرية حاليا في 60 حالة مرتبطة بالإرهاب معظمها يتعلق بنشر دعاية جهادية على الإنترنت، حسبما أعلنته النيابة العامة السويسرية. وتقترح منظمة الشرطة الأوروبية لمواجهة هذه التهديدات الإرهابية كالهجمات التي حدثت في بروكسل وباريس ولندن وبرلين، إلى إنشاء أجهزة مكافحة إرهاب سريعة في كل دولة أوروبية. وأشار واينرايت إلى أن الشرطة قتلت المهاجم في لندن مطلع شهر يونيو الماضي في غضون ثمانية دقائق بعد الاستدعاء الأول لها، وقال “إن ذلك هو المعيار الذي لا بد أن يكون لدينا في كل مكان”. وشدد على ضرورة أن يحصل محققون على المزيد من الإمكانات لمراقبة التواصل عبر الإنترنت بين المشتبه في صلتهم بالإرهاب مثل رسائل الماسنجر. وأوضح مدير المنظمة في لاهاي قائلا “نظرا إلى أنه تم نقل قنوات التواصل إلى الإنترنت، لذا فقدت الشرطة جزءا كبيرا من إمكاناتها الخاصة لمراقبة الإرهابيين. ولا بد أن يتغير ذلك”.

مشاركة :