يقترب إقليم كردستان العراق من إجراء استفتاء على استقلاله عن الدولة العراقية.. بين رافض ومؤيد للاستقلال تنوعت آراء الأكراد والعراقيين والعرب عموما حول هذا الموضوع والاستفتاء المثير للجدل. جددت رئاسة إقليم كردستان العراق، الذي يتمتع بحكم ذاتي، يوم الخامس والعشرين من سبتمبر/ أيلول موعدا للاستفتاء على استقلال الإقليم عن العراق. وقالت رئاسة الإقليم في بيان لها إن الاستفتاء سيجري بالإقليم والمناطق التابعة لكردستان وغير الخاضعة لسلطات الإقليم، ويقصد بها محافظة كركوك التي يطالب بها كل من الأكراد والحكومة العراقية الفدرالية. ويضم إقليم كردستان محافظات أربيل ودهوك والسليمانية، ويحاول ضم كركوك الغنية بالنفط والتي كانت دائما مثار خلاف ونزاع مع الحكومة المركزية في بغداد. وكانت الحكومة العراقية قد قررت عام 1970 منح الأكراد حق الحكم الذاتي وذلك في أعقاب مواجهات مسلحة مع الدولة العراقية استمرت ما يقارب ثلاثين عاما. وفي مقال له بصحيفة "واشنطن بوست” الأمريكية، قال مسعود، بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق، إن الاستفتاء سيحدد ما إذا كان الأكراد يريدون الانفصال عن العراق أم لا، مضيفاً أن استقلال الشعب الكردي لن يشكل تهديدا لأحد، وإنما سيحقق المزيد من الاستقرار في المنطقة. عرب العراق السنة بين داعش والأكراد يؤيد عدد من العراقيين العرب السنة انفصال الإقليم على أمل أن يستطيعوا العيش جنبا إلى جنب مع الأكراد الذين هم أيضا سنة، وقد هرب هؤلاء من نار تنظيم "الدولة الإسلامية" حيث تسبب القتال في تشريد أكثر من 3 ملايين عراقي من ديارهم، بينهم 1.5 مليون من العرب السنة يعيشون الآن في إقليم كردستان العراق. وتقول حكومة إقليم كردستان إنها تقبل توافد العرب السنة المشردين لديها كبادرة على "قبول استضافة أي فرد أو مجتمع متضرر من الحرب، بغض النظر عن العرق أو الدين". وعلى المستوى الرسمي، ترفض الدولة العراقية الاستفتاء وترى أنه غير قانوني. فيما اختلف المغردون على تويتر حول أمر الانفصال، كما اختلفوا على انضمام السنة العرب الى "دولة كردستان" إذا ما أراد الأكراد الانفصال عن العراق. فهناك من يرفض فكرة انفصال جزء من العراق من حيث المبدأ ويرى آخر أن انفصال الإقليم سيكون بداية لصراع كبير في المنطقة. فيما يؤكد آخرون على أن من يرفض الموافقة على الانفصال سيكون خائنا لتراب كردستان. ويرى آخر أن شعبا مشتتا بالملايين في دول العالم يستحق أن يجتمع في دولة واحدة.
مشاركة :