حالتنا ميؤوس منها

  • 6/29/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أعجبني التحقيق الذي نشرته القبس حول مراقبة الموظفين المتلاعبين بالدوام من قبل رجالات المباحث العامة، فهذا النوع من الأعمال الصحافية نحتاجه لأنه العين التي نرى فيها أحوال البلد وحالة الموظفين بشكل عام ، والواقع المزري الذي ينخر في جسد القطاع العام من تسيب وتزوير واختلاس واحتيال، كل ذلك من أجل محاولة لملمة موظف حكومي يتقاضى راتبه ومكافأته ويتدلل على الحكومة لكنه غير منتج ولا يملك أي حس وطني بالمعنى الصحيح… وهذا الوضع كلما يزداد «سوءا»، وعليه لن يكون مستغرباً أن نسمع معاناة المواطنين تجاه إتمام معاملاتهم أو تخليصها، فكل يوم هناك شكاوى وتذمر من سوء الخدمة وتعقيداتها وعلى الأقل ما يظهر في صحفنا المحلية يعطي صورة ولو بالحد الأدنى من تلك المعاناة… لم يعد الكلام عن الواسطة يكفي في سبيل تخليص معاملة بل دخلت الرشوة والسمسرة وبتنا كدولة متخلفة من دول العالم الثالث وبأدنى درجات ومعايير الإنتاجية والشفافية. نأتي إلى قصة الحكومة الإلكترونية والتوقيع الالكتروني والمراسلات الإلكترونية، فلدينا جهاز رسمي طويل وعريض يقدم لهذه المهمة وبين وقت وآخر يأتي مسؤول ليصرح لوسائل الإعلام أننا قمنا بتفعيل «التوقيع الإلكتروني»، ومنذ سنوات ونحن نُمَنَّي النفس بأننا نخطو نحو الالكتروني وبأن مستقبلنا سيكون بخير وعلى غرار دول متقدمة، يستطيع فيها المواطن أن ينهي أي معاملة له في الدوائر الحكومية أو الخاصة وهو جالس في بيته أو مكتبه وما عليه إلا أن يقدم بضع معلومات تخصه وكان اللَّه يحب المحسنين… هذا في الغرب أما عندنا فحدِّث ولا حرج. عندي أسئلة وليس سؤال واحد، هل الدخول في العالم الالكتروني سينهي السرقات والتزوير والاختلاسات والتهرب من الالتزامات ؟.. ومن يضمن أن في عهد الحكومة الإلكترونية سيختفي «البوق»، ونتحول بين ليلة وضحاها إلى دولة شبيهة بالنموذج الاسكندنافي ؟ تقديري أننا ندور في حلقة مفرغة، فنحن بتنا فاقدين للأهلية التي تخولنا أن نكون في مصاف الدول ذات السمعة الحسنة في مجال إنجاز المعاملات والتخلص من البيروقراطية القاتلة، أو أننا اجتزنا الامتحان ودخلنا عوالم الحكومات الإلكترونية. هناك غياب واضح للمساءلة وليس لدينا من يحاسب، وحب الخشوم يعلو فوق أي صوت، وعندما تريد الصلاح، تجد مئات العصي أمامك ومن ورائك… نقول كلاما ونأتي بعكسه… وحالنا راوح مكانك، سئمنا الكتابة في هذا المضمار، وكلما استبشرنا خيراً بقيادي أو بجهة، سرعان ما يتبخر ولا يسمح له بالتغيير! د. إبراهيم بهبهانىebraheem26.com babhani26@

مشاركة :