الباحث المغربي خالد التوزاني يقدم محاولة جديدة لمقاربة الرواية العربية برؤية نفسية واجتماعية تأخذ بعين الاعتبار ما يحف تأويل الإبداع عموما من صعوبات وعوائق.العرب [نُشر في 2017/06/30، العدد: 10677، ص(14)]العجائبية تفضح مختلف البنيات النفسية المهترئة فاس (المغرب) - يقدم كتاب “الرواية العجائبية في الأدب المغربي: دراسة نفسية اجتماعية” للباحث المغربي خالد التوزاني محاولة جديدة لمقاربة الرواية العربية برؤية نفسية واجتماعية تأخذ بعين الاعتبار ما يحف تأويل الإبداع عموما من صعوبات وعوائق، خاصة أن النقد النفسي في الدراسات العربية لم يحقق بعدُ ذلك التراكم الذي يؤهله لادعاء الإصابة أو الإجادة، فالكتابات في هذا الاتجاه لا تزال قليلة، والجمع بين تخصصي علم النفس وتحليل الأدب يعتبر قليلا في صفوف النقاد. يُحسَب لهذا الكتاب أن مؤلفه خالد التوزاني يمتلك حدا أدنى من الثقافة النفسية لحصوله على إجازة في علم النفس، وله نصيب من تحليل النصوص الإبداعية لحصوله على دكتوراه في الآداب، ما يجعل مقاربته تتسم بالجدة والأصالة والعمق، والنتائج تحظى بنسبة عالية من الصدق الموضوعي، خاصة أنه لم يكتف بالشرح أو التفسير وإنما تطلّع إلى التأويل والبرهنة وتعميق النظر في ما وراء العجائبي، هذا الأخير يتحول من الإمتاع إلى التحيير، لخلق فرصة للسؤال، فالعجائبية كما تناولها هذا الكتاب تفضح مختلف البنيات النفسية المهترئة والتواصلات الاجتماعية الهشّة التي تكرس السلبية وتعمّق ضعف الواقع سواء على مستوى استخدام العقل أو الذراع، ومن ثم كانت المقاربة النفسية الاجتماعية باعتبارها اختيارا منهجيا عاملا مساعدا على كشف هذه البنيات واقتراح بعض الحلول، فضلا عن سبر أغوار النصوص الروائية ذات الملمح العجائبي. ويأتي هذا الكتاب، الصادر حديثا عن منشورات مؤسسة مقاربات للنشر والصناعات الثقافية في فاس، بدعم من وزارة الثقافة المغربية، استمرارا لمشروع خالد التوزاني في رصد العجيب والغريب وأبعاد توظيفه في الأدب والثقافة والفن، من أجل خلق نوافذ جديدة تسعف في فهم العقلية العربية، واقتراح مداخل تنميتها. ويحلل الكتاب روايتي “سيرة حمار” لحسن أوريد التي أثارت جدلا كبيرا بين القراء، ورواية “وريخا” للروائي عزيز أمعي التي اقتحمت المسكوت عنه والمهمش في بنية اللاوعي الجمعي للمغاربة، فضلا عن فصل نظري يؤصل للرواية العجائبية.
مشاركة :