أديس أبابا/ عبده عبدالكريم، وأحمدعبد الله/ الأناضول تخوض مفوضية الاتحاد الإفريقي الجديدة برئاسة موسى فكي، أول اختبار حقيقي، خلال القمة الإفريقية الـ 29، التي تعقد بأديس أبابا، الإثنين المقبل.وتأتى القمة في ظل تحديات كبيرة تشهدها القارة سياسية وأمنية، إلى جانب النزاعات والصراعات المسلحة.ويناقش القادة الأفارقة الكثير من الملفات بينها الإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي، وخطوات إصلاح مجلس الأمن الدولي، والمحكمة الجنائية الدولية.كما يبحث القادة مكافحة الإرهاب، والهجرة، والاتجار بالبشر، وكذلك الوضع في جنوب السودان، والصومال، وليبيا، والكونغو الديمقراطية، وغيرها من الملفات الشائكة.ومن المتوقع أن تبحث القمة أيضاً الوضع في حوض بحيرة تشاد خاصة بعد أن هددت تشاد بسحب قواتها، التي تعمل على محاربة جماعة "بوكوحرام"، في حوض بحيرة تشاد وبنين، جراء نقص التمويل. وتقام القمة تحت شعار "تسخير العائد الديمغرافي والاستثمار في الشباب"، ويقدم الرئيس التشادي إدريس دبي، تقريراً مفصلًا حول "خارطة طريق" في هذا الصدد.ويشارك فيها ممثلون للشباب الإفريقي على أن تقوم كل دولة من الأعضاء باستيعاب خارطة الطريق وتعمل على تطبيقها.وتتضمن الخارطة 4 ركائز أساسية يتمثل الأول في التوظيف وريادة الأعمال، والثاني التعليم وتنمية المهارات، والثالث الصحة والرفاهية، والرابع الحوكمة وتمكين الشباب. ومن أبرز الملفات الشائكة على مائدة القمة الإفريقية الـ29.**الصراعات والنزاعات:تستمع القمة إلى تقرير من رئيس المفوضية حول حالة السلام والأمن في القارة مع توصيات بشأن الحلول المقترحة.كما تناقش القمة الإرهاب، الذي تعاني منه منطقة بحيرة تشاد، جراء نشاط جماعة "بوكوحرام"، والتهديد الذي تمثّله حركة "الشباب" في الصومال.إلى جانب نشر قوة الحماية الإقليمية بجنوب السودان، والتقارير، التي أعدتها لجان الاتحاد الإفريقي، حول مختف المجالات.ومنذ تسلمه رئاسة المفوضية مارس/آذار الماضي، أظهر "فكي" بوضوح أن السلم والأمن هو من بين أولوياته العليا.فـ"إسكات السلاح في إفريقيا" كانت رسالته الأولى أثناء حملة للفوز برئاسة المفوضية.وخلال بضعة أشهر، زار فكي عدداً من المناطق النزاع في القارة السمراء، ويتوقع أن تناقش القمة تقريراً عن تنفيذ خارطة طريق عملية لإسكات البنادق في إفريقيا بحلول عام 2020.وفي إطار مناقشة قضايا السلم والأمن الإفريقي، تستعرض القمة التقارير الخاصة بنتائج الأوضاع في ليبيا، الصومال، بورندي، إفريقيا الوسطي، والكونغو الديمقراطي.ومن المقرر أن يقدم مبعوثو الاتحاد الإفريقي لتلك الدول التقارير لتطرح على القمة التوصيات من أجل تعزيز الأمن في تلك الدول.** محكمة الجنايات الدولية.تبحث القمة الحالية الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية، وتستمع إلى تقرير من اللجنة الخاصة بمتابعة قرار الانسحاب.وأيد الاتحاد الأفريقي الانسحاب بشكل جماعي في قمة أديس أبابا الأخيرة يناير/كانون الثاني الماضي، إلا أن القرار كان "غير ملزم".**الإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي يتوقع أن يقدم الرئيس الرواندي، بول كاجامى، تقريراً حول تنفيذ خطته للإصلاحات المقترحة للاتحاد الأفريقي، وذلك وفقاً لتكليف القادة الأفارقة له في القمة السابقة.ومن المقرر اتخاذ قرارات بشأن ما تم عمله في القمة، وما ينبغي أن يتم خلال الفترة القادمة من إصلاحات.وقام كاغامي بتشكيل لجنة تضم 9 شخصيات إفريقية من خبراء ووزراء، بينهم رئيس بنك التنمية الإفريقي السابق، دونالد كابروكا، والمدير التنفيذي للجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، كارلوس لوبيز.وتقوم اللجنة بمعالجة مختلف القضايا المتعلقة بالأداء المؤسسي للمفوضية، بما فيها آليات الانتخابات الداخلية، وتقسيم العمل بين رئيس المفوضية ونائبه من أجل الإدارة الفعّالة للمنظمة،** تمويل الاتحاد الإفريقيومن الملفات البارزة أيضاً ملف تمويل الاتحاد، بعد إجازة قمة كيغالي مقترحاً للتمويل يقضي بخصم 0.02% من ضريبة واردات كل دولة عضو.واعتمد القادة الأفارقة هذا المقترح لتمويل مؤسسات الاتحاد بشكل مستدام في إطار خطة جديدة تستهدف اعتماد الاتحاد على الموارد الذاتية لدول القارة،وأقرَّ الرؤساء بأن يتم جمع هذه الضريبة من البنوك المركزية للدول الإفريقية. كما ستقدم مفوضية الاتحاد الافريقي تقريراً بالدول التي أوفت بالتزامها في تمويل الاتحاد والعقبات التي تعترض تنفيذ مقترح التمويل. ** النزاع الحدوي بين جيبوتي وإريترياويأتي على سلم القضايا الملف الحدودي بين جيبوتي وإريتريا، الذي شهد توتراً على طول المثلث الحدودي بين البلدين، بعد أن أعلنت قطر، قبل أسابيع، سحب قواتها من المنطقة الحدودية. وتتوسط قطر بين جيبوتي وإرتيريا، منذ اندلاع النزاع الحدودي بين البلدين في 2008، وفي إطار الوساطة قامت الدوحة بنشر المئات من قواتها على طول حدود البلدين. وجاءت الخطوة بعدما نجحت في إقناع البلدين بتوقيع اتفاقية سلام بينهما في الدوحة عام 2010. وأعلن الاتحاد الإفريقي في الـ 17 يونيو/حزيران عزمه إرسال لجنة تقصي حقائق إلى الشريط الحدودي بين جيبوتي وإريتريا. وينتظر أن تسلط الاضواء على مشاركة المغرب في القمة للمرة الأولى بعد عودتها في يناير/كانون الثاني الماضي إلى عضوية الاتحاد الإفريقي. وعقدت، الثلاثاء الماضي، الاجتماعات التحضيرية للقمة، بمشاركة المندوبين الدائمين، وناقشت مذكرة تفاهمية لإعلان العام 2018 "السنة الإفريقية لمكافحة الفساد".كما بحث الاجتماع عددًا من تقارير أجهزة الاتحاد الإفريقي بينها تقرير عن الوضع الإنساني في القارة السمراءوتُعقد القمة على مستوى رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي البالغة 54 دولة يومي 3 و4 يوليو/تموز (الإثنين والثلاثاء المقبلين). وتعد تلك ثاني قمة إفريقية تستضيفها إثيوبيا، خلال 2017؛ حيث استضافت أديس أبابا القمة الإفريقية الـ28، نهاية يناير/كانون الثاني الماضي. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :