تونس - قال مفدي المسدي المسؤول الإعلامي بمكتب رئيس الوزراء التونسي إن مختلا عقليا طعن الجمعة سائحتين ألمانيتين بسوق في مدينة نابل على بعد 70 كيلومترا شرقي العاصمة، موضحا أن الحادث لا يحمل أي طابعا ارهابيا. وأضاف أن إصابة السائحتين ليست خطيرة وأنهما تخضعان لرعاية طبية في مستشفى نابل. وقال شهود إن رجلا يحمل سكينا طعن السائحتين قبل أن يمسك به مواطنون سلموه للشرطة. ويأتي الهجوم في وقت تستعد فيه تونس لذروة الموسم السياحي. وتتوقع الحكومة استقبال حوالي 6.5 ملايين سائح هذا الموسم أي أنها تنتظر نموا بنحو 30 بالمئة في القطاع السياحي مقارنة بالعام الماضي. وواجه القطاع السياحي الذي يعد من بين أهم موارد العملة الصعبة لتونس أزمة حادة في السنوات القليلة الماضية على اثر هجمات ارهابية قتل وأصيب فيها العشرات. وتكافح تونس منذ 2015 لإعادة الاستقرار للقطاع المتعثر والذي يشكل نحو 7 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي ويشغل المئات. وتأتي الحادثة بينما تراهن الحكومة التونسية على موسم استثنائي هذا العام في ظل استقرار أمني بعد موجة الهجمات الإرهابية. وبدأ القطاع في التعافي مع تدفق أفواج من السياح الأجانب واستعادة تونس ثقة معظم الأسواق التقليدية كوجهة سياحية آمنة. وقد لا يكون للحادثة الأخيرة تأثير يذكر على تدفق السياح الأجانب، لكنها تعيد للأذهان سلسلة الحوادث الارهابية التي شهدتها تونس حين هاجم مسلحون متطرفون في 18 مارس/اذار 2015 متحف باردو بالعاصمة التونسية في هجوم قتل فيها نحو 22 سائحا أجنبيا وأصيب فيه 45 آخرون. وفي 26 يونيو/حزيران من العام ذاته هاجم مسلح منتجعا سياحيا في مدينة سوسة الساحلية مخلفا نحو 40 قتيلا، 30 منهم من السياح البريطانيين. وقتل واصيب العشرات من قوات الشرطة والجيش التونسيين في اعتداءات ارهابية سابقة كان أبرزها هجوم شنته مجموعات تابعة للدولة الاسلامية في فجر السابع من مارس/اذار 2016 على مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا. وتمكنت قوات الجيش والشرطة من احباط الاعتداء الذي قتل فيه أكثر من 50 ارهابيا و13 من القوات الأمنية و7 مدنيين. وتشهد تونس استقرارا أمنيا منذ ذلك الهجوم وقد تمكنت السلطات من تفكيك عشرات الخلايا الإرهابية واعتقال العديد من المتطرفين خططوا لشن هجمات على مصالح حيوية وتنفيذ اغتيالات سياسية.
مشاركة :