** ليست هذه المقالة مدحا أو إطراء لشخصية الفقيه والداعية والإمام الشيخ صالح بن حميد، ولكنها لتوضيح بعض القضايا الهامة التي يفترض أن يتنبه إليها بعض أئمة المساجد وخطبائها، ودعاتها، فلقد ضرب الشيخ -رعاه الله- مثلا حيا في الموضوعية والمنهجية من خلال كتابه القيم "تاريخ أمة في سير أئمة" والذي ترجم فيه لأئمة الحرمين الشريفين وخطبائهما منذ عهد النبوة إلى تاريخنا الحاضر في مجلدات خمسة، صدرت عن مركز تاريخ مكة المكرمة، ومن يتابع قيامه بالصلاة في المسجد الحرام -وخصوصا في صلاة الفجر- يلحظ كذلك أخذه بالمنهج النبوي في مراعاة حال المصلين من كبار السن، والمرضى، وأصحاب الحاجة، وذلك بالتخفيف عليهم دونما إخلال بمتطلبات المكتوبة. ** وهو في خطبه يذكر بمشايخ سبقوه من أمثال أصحاب الفضيلة عبدالعزيز بن عبدالله بن حسن، وعبدالعزيز بن صالح، وعبدالله خياط -رحمهم الله- فخطبه البليغة والمؤثرة والنائية عن السجع المتكلف، والمتفاعلة مع قضايا المجتمع وأحواله وما يستدعيه ذلك من معالجة نابعة من مقاصد الشرع الحنيف، والذي تمثله القاعدة الفقهية المعروفة، حيثما يكون العدل يوجد شرع الله، ولم يمنع اشتغال شيخنا -حفظه الله- بمناصب هامة في جهاز الدولة، وكان آخرها رئاسته لمجلس القضاء الأعلى، من أن يتناول في خطبه قضايا تهم عامة الناس قبل خاصتهم، والتنبيه إلى ما يحتاجه المجتمع في مسيرته الحياتية واليومية. ** يؤسفني القول إن بعضا من أئمة مساجدنا في حاجة إلى ترسم مثل هذا النموذج وسواه، فبعضهم يطيل مثلا في صلاة المغرب دون أن يتنبه هذا البعض أن وقت المكتوبة محدد وقصير جدا، وربما خرج وقت الصلاة ولا يزال الناس في صلاتهم، كما أن البعض الآخر يتناول في خطبه قضايا فقهية دقيقة وحساسة، يصلح تدارسها في حلقة علمية متخصصة، وليس في خطبة صلاة الجمعة، كما أن بعضهم يأخذه الحماس فيتعرض لبعض المشكلات التي تعاني منها بعض المجتمعات الأخرى، فينحاز إلى هذا الطرف أو سواه، ويستدعي ذلك التنديد بالطرف أو الجهة التي لا يميل إليها فكريا، فيقع في المحظور، كما يستدعي التنبيه أن بعض الأئمة والمؤذنين الرسميين يغيبون أحيانا فيؤم الناس، أو يؤذن فيهم من لا يجيد نطق حروف العربية، والأمر هنا يرتبط بصحة الصلاة وقبولها. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (70) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain