الأب والقائد عبدالله بن عبدالعزيز وكلمات حاسمة في مسمع التاريخ | أ.د. عاصم حمدان

  • 8/5/2014
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

** في كل الأوقات الصعبة، أو الأحداث المؤلمة والمزعجة، كنت تجد زعيم هذه الأمة ومليكها بجانب شعبه، يفرح لفرحهم، ويتألم لألمهم. فقبل أعوام، وعندما انتشرت حمّى الوادي المتصدّع في جنوب المملكة، وكان -حفظه الله- في رحلة خارجية، عاد مستشعرًا حال إخوته، وأبنائه، وأصرَّ على أن تكون منطقة الجنوب محطته الأولى، وكان الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز -وبفطرته الصافية- متيقنًا من قضاء الله وقدره، فلم يرتدِ قناعًا طبيًّا متمثلاً بقول الشاعر: وقاية الله أغنت عن مضاعفة من الدروع وعن عالٍ من الأطُمِ ** وفي العام المنصرم آثر أن يعود إلى أرض الوطن سريعًا، بعد تفاقم الأحداث في البلدان المجاورة، وفي عامنا هذا، وبعد الأخبار عن انتشار مرض الكورونا، قرر -حفظه الله- أن يقدم موعد عودته لأرض الحرمين الشريفين؛ ليشعر أبناء هذه الديار الطاهرة برعايته الكريمة لهم، وخاطب أبناء شعبه في مستهل الشهر الكريم مهنئًا ومضيفًا: "إنني هنا في جدة، على يميننا البيت الحرام، وعلى يسارنا قبر الرسول صلى الله عليه وسلم"، واتخذ قرارات سريعة لتفعيل القطاع الصحي ليكون في أعلى جاهزيته، وهي الجهود التي أثمرت -بفضل الله، ثم بفضل رعايته- عن انحسار موجة المرض الذي تسبب بداية في موجة من الذعر بين الناس، ولكنهم شعروا أن قائدهم معهم، ولا يحول بينه وبينهم حاجز. ** وفي اللقاء الذي جمعه بأبناء شعبه بمناسبة عيد الفطر المبارك، وكنت متشرفًا بحضوره، كنت تحس كلماته تخرج من أعماق نفسه الصافية، المليئة بالحب، لتستقر في أعماق من ينصتون لها، وكانت عباراته على إيجازها تعبّر عن إحساسه الصادق، بعيدًا عن كل افتعال، أو تصنّع، حيث خاطبهم قائلاً: "لأن الذي في صدري أعتقد أنكم أنتم أدرى به، وما يُسْفطه قلبي ونفسي وأخلاقي ومبدئي إلاّ شيء أحسّه من صغيركم وكبيركم"، مضيفًا في عبارة أخرى لها دلالتها البعيدة: "أنا واحد منكم، وفرد منكم، ولا تحسبون أنني قاعد -هنا- لو الله يقدر بيصير شيء أولهم أنا". ** وفي خطابه لأهل العلم في بلادنا رسالة مؤدّاها أن علماء هذه البلاد لهم دور كبير وعظيم، يقومون به وخصوصًا في كشف زيف دعاوى الحركات والتيارات التكفيرية التي ترتدي مسوح الدين، وتحاول إغراء العامة بدعاواها الباطلة، فوقر في أذهان بعض شبابنا أن ما تطرحه من أيدلوجيات هو الإسلام، بينما هو في الحقيقة والواقع والمقصد الشرعي يتناقض مع روح الإسلام في وسطيته واعتداله وتسامحه. علماؤنا ووعاظنا هم الأقدر بعلمهم وفقههم على كشف هذا الزيف، وتعرية هذا الباطل الذي يتوسل المقولة الدينية لصالح الحسابات السياسية والحزبية، ولبئس ما قال هؤلاء الذين وصفهم خادم الحرمين الشريفين بأنهم حاقدون حتى على أنفسهم. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (70) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :