اسطنبول – حضت تركيا الجمعة على ضرورة "احترام حقوق قطر" غداة لقاء بين وزير الدفاع التركي فكري ايشيك ونظيره القطري خالد بن محمد العطية، في إشارة إلى قائمة المطالب الخليجية التي تقدمت بها الدول العربية المقاطعة للدوحة ومن ضمنها اغلاق القاعدة العسكرية التركية ووقف تمويل ودعم الإرهاب. وتقاوم أنقرة التي تدعم الدوحة وتلتقي معها في دعم جماعات متطرفة من بينها جماعة الاخوان المسلمين المحظورة، ضغوطا لإغلاق قاعدة عسكرية تركية في الامارة الخليجية كما يطالب جيران قطر. وهرولت قطر سريعا لحليفتها تركيا لإنقاذها من ورطتها بعد أن قررت الدول الخليجية والعربية وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر، مقاطعة الدوحة دبلوماسيا واقتصاديا، لكن الوساطة التركية باءت بالفشل، فاختارت أنقرة دعم الدوحة بكل الطرق بما في ذلك ارسال قوات ومدرعات قالت أنها ضمن اتفاق تعاون عسكري سابق مع الحليف القطري. ومن شأن التحالف التركي القطري واستنجاد الدوحة بالقيادة التركية أن يفاقم أزمة القيادة القطرية التي كثفت من تحركاتها في كل الاتجاهات دون جدوى لفك عزلتها الاقليمية والدولية على خلفية افتضاح أمرها في دعم الجماعات الإرهابية. وذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أن وزير الدفاع التركي التقى نظيره القطري الخميس في مقر وزارة الدفاع في أنقرة. وأجرى العطية محادثات مع إشيق الجمعة ركزت على سبل حل أزمة قطر قبل يومان من انتهاء المهلة الخليجية للدوحة للاستجابة لقائمة المطالب. ونشبت الأزمة بين قطر ودول خليجية وعربية في الخامس من يونيو/حزيران حيث قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية وأوقفت حركة السفر مع الدوحة لتقاربها مع الخصم الإقليمي إيران ولتورطها في دعم تنظيمات متطرفة. وأرسلت الدول الأربع قائمة من 13 مطلبا إلى قطر تضمنت إغلاق تلفزيون الجزيرة وخفض مستوى علاقاتها مع إيران والتوقف فورا عن دعم وتمويل الإرهاب وأمهلت الدوحة عشرة أيام لتنفيذ المطالب. ومن المتوقع أن تنتهي المهلة يوم الأحد. ورفضت تركيا، وهي أكبر قوة إقليمية مساندة لقطر، دعوات لإغلاق قاعدة عسكرية تركية في الدوحة وقالت إن المطالب التي قدمتها الدول العربية الأربع هي "تدخل غير قانوني في سيادة الدولة الخليجية". وأرسلت تركيا 100 طائرة شحن تحمل إمدادات لقطر منذ أن قطع جيرانها الروابط معها برا وجوا وبحرا. ووصلت مجموعتان من القوات التركية وأرتال من المركبات المدرعة منذ بدء الأزمة. وقال ايشيك خلال اللقاء إن "القضايا الراهنة بين دول الخليج وهم أشقاء، يجب أن تحل قريبا على أساس حوار صادق واحترام حقوق قطر". وقدمت تركيا مساعدات غذائية وغيرها من خلال مئات الطائرات وسفينة شحن رغم أن محاولات أنقرة للتوسط بين الجانبين لم تصل إلى نتيجة حتى الآن. وتقوم أنقرة بإنشاء قاعدة عسكرية في الإمارة الخليجية ستمنح تركيا موطئ قدم جديد في الخليج مع إرسال أول دفعة من قواتها إلى هناك. واعتبر الرئيس التركي رجب أردوغان الأحد هذه الطلبات "مخالفة للقانون الدولي". كما تشاور الرئيس الأميركي دونالد ترامب هاتفيا الجمعة مع نظيره التركي حول سبل حل الأزمة بين قطر وجيرانها في الخليج، لكنه شدد في المقابل على انهاء تمويل الارهاب. وكان ترامب قد اتهم قطر مباشرة بتمويل الإرهاب وقال في تصريحات سابقة إن عليها التوقف فورا عن دعم الجماعات الإرهابية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن للدوحة سجل طويل في تمويل الإرهاب. لكن الدوحة تصر في المقابل على أن دعمها لجماعات سورية معارضة يأتي ضمن جهد دولي في مواجهة النظام السوري، إلا أن الجماعات التي تدعمها قطر في سوريا ومنها تنظيم جبهة النصرة الذي غير اسمه إلى جبهة فتح الشام مصنف إرهابيا وهو أحد أفرع القاعدة كما تدعم تنظيم الدولة الاسلامية، أكبر تنظيم ارهابي في المنطقة والأكثر دموية والذي تبنى ايضا تنفيذ اعتداءات في دول عربية وغربية. ووفرت قطر منصات اعلامية للدعاية لتلك التنظيمات من خلال استضافتها لقيادات بارزة، لكنها تصر على انكار أي صلة بتلك القيادات والتنظيمات. وتستضيف الدوحة أيضا كبار قادة تنظيم الاخوان المسلمين وتبنت خطابهم المتشدد الداعي لنشر الفوضى والخراب في دول عربية. ويعتبر محللون أن التحالف التركي القطري أمر طبيعي نظرا لأن نظام الرئيس رجب طيب أردوغان متورط هو ذاته في دعم جماعات ارهابية وقد كشفت صحيفة جمهوريت التركية المعارضة في تقرير سابق عن ارسال شحنات أسلحة لتنظيمات ارهابية مسلحة في سوريا. ويدفع عدد من صحافيي الصحيفة التركية ثمن كشفهم لصلات أردوغان بتلك التنظيمات، حيث حكم على انيس بربر اوغلو النائب عن حزب الشعب الجمهوري والذي كان صحافيا في جمهوريت بالسجن لمدة 25 عاما بتهمة التجسس.
مشاركة :