يا حلو جمعتنا - ثقافة

  • 7/1/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الحياة في المجتمع الكويتي مميزة ولها خاصية جميلة، ففي بدايات الدولة عمل الكويتيون في أعمال حرفية عدة مثل الغوص، التجارة ونقل البضائع بالسفر، صيد الأسماك، رعي الغنم، الزراعة، النجارة والحدادة والبناء.وجميع تلك المهن تطلبت الصبر على الصعوبات وتحمل المشقة والعقبات والأهم من كل ذلك الرضا بما قسمه الله سبحانه لنا.واتصف المؤسسون للدولة بعدة عادات حسنة مثل التضامن والتعاون والكرم ومساعدة المحتاج والتواصل مع بعض وصلة الرحم.فعندما يود أحد الأفراد بناء بيت يسارع الجيران والمعارف لتقديم المساعدة له.وإن تُوفي أحد أفراد الأسرة يتضامن الجيران والمعارف والأهل على مساعدة الأبناء والزوجة.يفرح الكويتي ويتسابق لاستقبال الضيوف قبل غيره ولا يتذمر بل يحسن معاملة الضيف واكرامه.فتلك العادات الحميدة نفتخر بها ككويتيين وكذلك منها الزيارات للجيران والأهل ومشاركة الأفراح والأعياد وزيارة المريض وتقديم واجب العزاء.ولا ننسى الصالون الثقافي الذي تتميز به الكويت وهي الديوانية فهي عنوان الكرم والتواصل مع أفراد المجتمع بمختلف طوائفهم. وتعتبر من أبسط صور الديموقراطية ولذلك انتشرت بالوطن لتكون داراً لنشر الثقافة والتواصل بين أفراد المجتمع، وطبيعة الإنسان الفطرية لا يستطيع العيش منفرداً وبمعزل عن الأفراد المحيطين فيه فكل منهم مكمل للآخر.والحياة تزدهر وتحلو عندما تُبنى على أساس المحبة والألفة والرحمة والتعاون في ما بين الأفراد، ودائما التعاون يكون مثمراً إن ركز على الأمور الإيجابية وبها يكون المردود والأثر الطيب على الجميع، ولا يكون التركيز على الأمور الخلافية التي تسبب الضرر والأذى للآخرين.ولذلك التعاون على الخير أهم ركيزة في بناء الحياة الكريمة المطلوبة، فبها يتم القضاء على النزاعات والتعصبات وتُزال الخلافات وينمو الرقي والتطور وبناء المجتمع.فالتسامح والمرونة بالتعامل يشدان أواصر الألفة بيننا كأفراد بالمجتمع وليس المطلوب منا محاسبة الآخرين على انتماءاتهم أو معتقداتهم ولا نزكي أنفسنا بأننا أوصياء على الناس فنلقي الأحكام جزافاً ويتم تقسيم أفراد المجتمع إلى مسلم وكافر ومنافق وسارق، والأدهى والأمرّ والعياذ بالله عندما تتم استباحة الدماء وهذا هو البلاء الكبير.والأصل في الحياة هو السلام ولذلك وجب البحث عن أسس الأمن والاستقرار والرخاء والبعد عن كل الأسباب التي تؤدي للخراب والدمار وتبديد الخيرات.فالسلام في جميع الأديان والأعراف ركيزة الأساس للاستقرار والتقدم والازدهار، وهو خطوة جريئة لمن يختاره، فبها تكون حياة الأمن والأمان.فالتكون (يا حلو يمعتنا) درس ومنهاج لنا من رجالات الدولة المؤسسين للكويت.فالتعايش خيار إستراتيجي من النخب المتعلمة والقواعد الواعية الراسخة والتي لا يمكن التفريط فيها، وطبيعة الموقع الجغرافي لدولتنا الحبيبة الكويت لها الأثر الكبير في جعل مجتمعنا متفتحاً ومتقبلاً للثقافات المحيطة بنا، وكذلك الحوار والتشاور بين الكويتيين والحكام منذ قيام الدولة جعل الديموقراطية وحرية التعبير أساساً لثقافة الشعب الكويتي.حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه وجعلها آمنة مستقرة، وندعو الله أن يعم السلام والمحبة والألفة في بقاع العالم كافة.

مشاركة :