«آه يا أمون يا حلو العسل»! - ثقافة

  • 9/11/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تساءلت كثيرا إن كان من المقبول أن احضر مجلس عزاء بوعدنان؟ أم أني سأظهر بمظهر الشخص الفضولي؟ فأنا لا أعرف أحدا من أسرته ولا حتى أعرفه شخصياً... كيف لا أعرفه شخصيا وأنا منذ طفولتي وكل من هم حولي يغنون لي «آه يا أمون يا حلو العسل»... و«وين راح أبوج وين راح ابوج أمنوه... راح الجبرة راح الجبرة أمنوه»؟ سأحضر العزاء... كان هذا قراري النهائي. في الصباح... قهوتي بلا طعم. ارتديت عباءة تشبة تلك التي كانت ترتديها أمي وجدتي وخالتي وعمتي... عباءة كويتية كما هو يعرفها. اختبأت وراء نظارة سوداء كبيرة، تحاملت على ثقل خطوتي وانا أعبر مدخل البيت الكبير. «وفي آخر يوم للعزاء»... قرأت ما كتب على ورقة معلقة عند مدخل البيت. «الحمدلله أني حضرت» قلت في نفسي. خلعت نظارتي... عظم الله أجركم. أجرنا وأجرك... باردة... مكسورة... بلا طعم لا... لا لا بل هي مُرة. رغم حرارة شهر أغسطس كانت القاعة الكبيرة باردة، وكان هو حاضرا وسطها في بورتريه كبير جدا، يشهد على كل محبيه الذين أتوا ليقدموا واجب العزاء. قائمة طويلة من السيدات اللاتي وقفن يأخذن العزاء في نهايتها سيدة... أعرفها! اقتربت منها... مدت يدها، صافحتها «عظم الله أجرك»، «أجرنا وأجرك» اجابت بتلقائية من دون ان تنظر إليّ، طبيعي... المكان مزدحم وأنا قصيرة... وهي لا تعرفني. لم أستطع ان ابتعد وأنهي مصافحتنا... طالت المدة... نظرت لي. سألتها بصوتي المهزوز والدموع بدأت تغزو عيني «هل لي أن أقبلك»؟ فجاءني ردها السريع «أكيد حبيبتي. ليش تستئذنين»؟ وقبلتني وحضنتني. ابتعدت وانهرت على أبعد كرسي هناك في زاوية القاعة. منذ طفولتي وكل من حولي يغني لي «آه يا أمون يا حلو العسل»، وعندما كبرت وتزوجت، تزوجت «راشد»، كما في أوبريت «مداعبات قبل الزواج» وأوبريت «شهر العسل». لكن اليوم راشد الكبير مات، وأمون الكبيرة واقفة تستقبل المعزين. شكراً أم طلال. شكرا أيتها القديرة سعاد عبدالله، حضنك قال الكثير من الكلام الذي عجزت ان أبوح به لك. لك طول العمر يا غالية. aminaabughaith@gmail.com

مشاركة :