شرع الانقلابيون «ميليشيات الحوثيين - صالح» في نقل الأموال التي استولوا عليها في عدد من محافظات إقليم تهامة، من خلال السطو على المؤسسات الخاصة وبيع الأراضي وممتلكات الدولة، وفرض الجابية، إلى مدينة صنعاء، وذلك تحسبا لأي تقدم للجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الأيام المقبلة.وقدرت حجم المبالغ التي استولت عليها الميليشيات في الفترة الماضية، بملايين الدولارات جراء عمليات بيع للأراضي بأسعار منخفضة عن قيمتها الحقيقية، التي زادت في الآونة الأخيرة مقارنة بما كانت عليه في مطلع العام الحالي، إضافة إلى مداخيل ميناء الحديدة، التي ترسل الآن بشكل كامل مع نهاية كل شهر إلى صنعاء، فيما تعتمد عناصر الميليشيات في إقليم تهامة على عمليات النهب لممتلكات المواطنين.وأخذت قيادة الميليشيات في إقليم تهامة وتحديدا في محافظتي الحديدة وريمة، أوامرها من قائد تنظيم ما يعرف بـ«أنصار الله»، وذلك وفقا لمصادر مطلعة، التي أشارت إلى أن الميليشيات ومع توسع الخلاف مع حليفها التقليدي «علي عبد الله صالح» سارعت في إيجاد البدائل والحلول لدعم أفرادها في الجبهات الرئيسية «نهم - الحديدة» بعد أن نجح الجيش في الأيام الماضية في تحرير مواقع رئيسية في خط الساحل، وذلك من خلال عمليات نهب وسطو شاملة في كثير من المدن التي تقع تحت سيطرتهم تحسباً لأي طارئ.وهنا قال ناصر دعقين، وكيل محافظة حجة، ومسؤول دعم المقاومة الشعبية في إقليم تهامة لـ«الشرق الأوسط»، إن ميليشيات الحوثيين ومع استبدال المشرف الموالي للتنظيم في الحديدة، زادت من عمليات نهب إيرادات جميع قطاعات الدولة في الإقليم ومنها ميناء الحديدة، وبشكل كبير عما كان عليه سابقا، إضافة إلى بيع الأراضي والعقارات المملوكة للدولة، وتحويل هذه الأموال إلى «عمران، وصنعاء»، لافتا إلى أن عملية تهريب الأموال من مدن الإقليم بدأت مع تحرير «المخا» إلا أنها ازدادت بشكل كبير في الآونة الأخيرة.وأرجع دعقين، أسباب تحويل الأموال بشكل لافت إلى صنعاء، إلى عدة أسباب، في مقدمتها أن إقليم تهامة ليس حاضنة لهذا التنظيم الذي انقلب على الشرعية، وهذا يشكل قلقا كبيرا في حال تحررت مدن الإقليم، كذلك النقص الذي يواجه الميليشيات في جبهة نهم وهي آخر القلاع للحفاظ على صنعاء، وفي هذا السياق سيقومون بأعمال كبيرة تتجاوز النهب للدفاع عن صنعاء وعدم سقوطها، إضافة إلى أن قيادات الميليشيات في المدن البعيدة عن الحديدة بدأت تعاني من شح في الموارد.وحول تحركات الجيش في هذه المرحلة، قال دعقين، إن الجيش تقدم في ثلاثة مواقع في وادي حيران باتجاه تهامة، وهناك تحركات تجري على الأرض لتوسيع العمليات الهجومية، وسيكون هناك ألوية تنضم للجيش في المخا، والدفع بقوة بشرية لدعم المنطقة العسكرية الخامسة، بدعم من قوات التحالف العربي.وأكد دعقين أن الجيش قطع الإمدادات العسكرية عن الميليشيات الموجودة في إقليم تهامة، من خلال نشر القوى البشرية للجيش في «عمران، وحرض، وميدي» لمنع وصول الأسلحة، إما باستهداف من الداخل عبر المقاومة الشعبية، أو من الخارج من خلال طيران التحالف العربي، لافتا إلى أن خلال الأيام الأولى من عيد الفطر قتل قرابة 5 من قيادات رئيسية في الميليشيات في «الخرشم، وحرض» إضافة للعشرات من عناصر الميليشيات، لافتا إلى أن الجيش عثر على كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة، كما عثر على أجهزة اتصالات لاسلكية كانت الميليشيات تستخدمها على خط الساحل الغربي للبلاد.
مشاركة :