المتابع لسيرة نوري المالكي، منذ توليه رئاسة الحكومة العراقية، لا يخفى عليه كره هذا الرجل وبغضه الشديد للعراقيين السنة في بلده، بل وخارج حدود بلده، وهذا امر غير مستبعد عليه وعلى أمثاله، والواقع خير دليل، فالمشهد العراقي يشهد بدماء السنة التى سالت على ارض الرافدين نتيجة تلك الفتن التي زرعها المالكي وأتباعه، اذ لم يدخروا جهدا للوقيعة بين سنة العراق وشيعتها، لكنه في الاونة الاخيرة كشر عن انيابه وأظهر سمومه بعدما بدأ يحرض العالم الغربي ويستعديه على اهل العراق من السنة، مستخدما سلاح الترهيب والتخويف وزاعما أن تنظيم داعش، التابع للقاعدة يسعى لبسط سيطرته على العراق اولا، ومنها الى الخليج وهو هنا يضرب على وتر المصالح الامريكية في المنطقة، وبدأت تظهر في الافق بوادر تحركات غربية تجاه عدو وهمي. فليس لداعش المزعومة كل هذه القوة التي تمكنها من بسط السيطرة على كبريات مدن العراق. انهم أهل السنة في العراق، الذين عانوا منذ سقوط نظام صدام من الظلم والاضطهاد والتهميش، والغريب حقا أن تزعم بعض المصادر العراقية أن المملكة وقطر وتركيا تدعم (داعش) وتمدها بالسلاح والعتاد، من اجل السيطرة على المدن العراقية. أي ساذج، بل واي أبله معتوه، يمكن أن يصدق مثل هذه الاكاذيب والافتراءات؟ انها نفس الاكاذيب التي رددها من قبل اخوه في التطرف، الرئيس السوري بشار الاسد. ومنذ متى والمملكة تتواطأ مع قطر وتركيا ضد استقرار بلد عربي شقيق؟ نعم قد يفهم الغرب حقيقة المالكي ويكشف أكاذيبه والاعيبه، لكن المؤكد أن للغرب مصالح في العراق وقد تتفق مصالحه مع مآرب المالكي واهدافه الدنيئة، فيسعى الى دعمه وضرب (الثورة السنية) ضد إرهاب المالكي واتباعه، وما اسهل ايجاد المبررات والذرائع إذا ما انتوى الغرب عمل شيء في المنطقة. المهم هنا أن يعي العالم العربي والاسلامي بل والعالم اجمع أن خرافة داعش انما هي أكذوبة، نعم قد تكون هناك خلايا للقاعدة في العراق لكنها ليست بهذه القوة، ولا بهذه الكثرة التي تمكنها من احتلال المدن وقهر القوات النظامية. أريد من كل حر أن يستعيد تصريحات المالكي وسلوكياته منذ أن تولى حكومة العراق وسيدرك وقتها أن هذا الرجل هو العامل الرئيسي في عدم الاستقرار بالعراق، وسيكون حتما العامل الرئيسي في شق الصف العربي، وتأجيج الصراع في المنطقة، بل سيكون يوما وراء تقسيم العراق وتفتيتها.
مشاركة :