نيويورك - وكالات: تناولت مجلة نيويوركر الأمريكية أزمة الخليج الراهنة وحصار قطر والمطالب المستحيلة التنفيذ التي قدمها تحالف الحصار، وحذرت من تفاقم الأزمة في ظل المطالب التي تهدف لإخضاع قطر وإذعانها للغطرسة. فقد أشارت المجلة من خلال مقال نشرته للكاتب ستيف كول عميد الدراسات العليا للصحافة في جامعة كولومبيا، إلى الحصار الشامل الذي فرضه تحالف الحصار على دولة قطر في 5 يونيو 2017، وقالت إن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون حث المعسكر الذي تقوده السعودية على أن يكون أكثر تحديداً ويتقدّم بمطالبه. وأضافت إن تحالف الحصار (المكون من السعودية والإمارات والبحرين ومعهم مصر) قام بتجميع لائحة طويلة طموحة مؤلفة من 13 فقرة أو مطلباً، وقالت إن هذه اللائحة تطلب فعلياً من دولة قطر أن تخضع وتتخلى عن سيادتها. وقالت إن تحالف الحصار يصرّ على أن تقوم قطر بإغلاق شبكة الجزيرة الفضائية والمؤسسات الإعلامية الأخرى التي تقوم بتمويلها، وأن تزيل الوجود العسكري التركي من الأراضي القطرية أو تغلق القاعدة العسكرية التركية، وأن تخفض مستوى العلاقات مع إيران وأن تتبع سياسات مكافحة الإرهاب التي يمليها هذا التحالف. وأشارت المجلة إلى أن دول الحصار التي فرضت المطالب المستحيلة التنفيذ على دولة قطر أمهلتها عشرة أيام لتنفيذها بحذافيرها، وقالت إن هذا الإنذار النهائي ينتهي بعد غد الاثنين. وأضافت إن أعضاء تحالف الحصار وعدوا بفرض المزيد من الضغوط على دولة قطر، وقالت إنه ليس هناك أي بصيص في أن توافق قطر على هذه المطالب بكل تأكيد. وأشارت إلى أنه وسط هذا الصراع المتصاعد، فإن هناك أكثر من عشرة آلاف عسكري أمريكي يتمركزون في قاعدة العديد الجوية داخل دولة قطر، وتحدثت عن دور هذه القاعدة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وضد أهداف أخرى في العراق وسوريا وأفغانستان. وأوضحت نيويوركر أن هذا يعني أن الولايات المتحدة متحالفة مع دول الحصار أو أنها تقدّم تضحيات لمحاربة بعض أعداء هذا المعسكر السعودي، وذلك بينما تقوم السعودية وحلفاؤها بمهاجمة حليف أساسي للولايات المتحدة ممثل في دولة قطر نفسها، وذلك بموافقة من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي شجع على حصار قطر من خلال تغريداته. وتحدثت المجلة بإسهاب عن دور القادة الذين يخلطون البلطجة بالحكم، والذين يتسببون في خلق الفوضى والمخاطر على المستوى العالمي، وأشارت إلى أن دول حصار قطر إنما تمثل الثورة المضادّة لثورات الربيع العربي، وأن هذا التحالف الذي تقوده الرياض يعمل ضد جماعة الإخوان المسلمين والحركات الإسلامية الشعبية الأخرى التي تحشدت مع غيرها منذ 2011. وتحدثت المجلة عن إطلاق قطر قناة الجزيرة واتباعها سياسة مستقلة، وهو ما أزعج السعودية. كما تحدثت المجلة عن العلاقات مع إيران، وتساءلت لماذا تفرض السعودية والإمارات حصاراً شاملاً على دولة قطر بينما لدى بعض دول الخليج الأخرى علاقات أقوى مع إيران، كما أن علاقة قطر بإيران تأتي من خلال اشتراكهما في حقل غاز كبير. وقالت إن الإخوان المسلمين يحظون بمقاعد في البرلمان الكويتي، وإنهم يشاركون بسلام في النظام السياسي الأردني. أما بالنسبة لشبكة الجزيرة الفضائية، فقالت المجلة إنها تمثل غرفة إخبارية ومنتدى نادراً للنقاش المتنوّع في العالم العربي، وأشارت إلى أن دول الحصار لا تكلف نفسها عناء إخفاء نواياها، ففي حديث لسفير دولة الإمارات لدى روسيا مع صحيفة جارديان البريطانية، قال السفير الإماراتي إننا لا ندعي أن لدينا حرية صحافة ونحن لا نعزّز ولا نشجع على حرية الصحافة. وعودة إلى مطالب دول الحصار، فقد قالت المجلة إن هذه المطالب لا يمكن الوفاء بها وإنها لن تتحقق، وتساءلت: كيف إذن يمكن لدول الحصار أن تحل الصراع الذي اختلقته؟. وأجابت المجلة إن إحدى طرق الحل تتمثل في أن تتراجع دول الحصار عن مطالبها بهدوء، وأن تقبل بأقل مما طالبت به دولة قطر في العلن. وأضافت إن الاحتمال الآخر قد يتمثل في التصعيد إلى أبعد نقطة أو إلى مرحلة اللاعودة. وأشارت إلى استعداد الإمارات لاستضافة قاعدة العديد، لكنها قالت إنه بالنسبة للولايات المتحدة في الخليج، فإن روابطها بدول الخليج مُهلهلة، ومع ذلك فإن التخلي عن دولة قطر الآن إنما يعني الإذعان أو الاستسلام للعدوان والغطرسة.
مشاركة :