ولد الشيخ يلاحق أحداث اليمن بمبادرات سلام غائمةطَرْحُ المبعوث الأممي إلى اليمن لمبادرات السلام تحوّل إلى ما يشبه العملية الروتينية الشكلية، نظرا لفتوره في متابعة مبادراته وتركها رهن مزاجية المتمردين وإملاءات إيران الواقفة خلفهم والتي من مصلحتها إطالة الصراع اليمني إلى أقصى مدى ممكن.العرب [نُشر في 2017/07/01، العدد: 10678، ص(3)]أنا أبادر.. إذن أنا موجود صنعاء - كشف مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد عما سمّاه “مبادرات جديدة” لحل الأزمة اليمنية المتصاعدة، دون الكشف عن مضامين تلك المبادرات ومصدرها وآليات عرضها وتنفيذها. وبدا ولد الشيخ بصدد التذكير بوجوده ضمن المشهد اليمني بعد غياب تواصل منذ طرحه، في أواخر مايو الماضي، مبادرة تنصّ على تسليم ميناء الحديدة بغرب اليمن، والخاضع حاليا لسيطرة المتمرّدين الحوثيين وشريكهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح لجهة محايدة، وهو ما رفضه المتمرّدون، كالمعتاد، معوّلين على تساهل المجتمع الدولي إزاءهم ما جعل مبادرات السلام رهن مزاجهم، وإملاءات إيران الواقفة خلفهم والمستفيدة من إطالة أمد الحرب في اليمن إلى أقصى حدّ ممكن. ومنذ تلك المبادرة التي قبلت بها السلطات اليمنية المعترف بها دوليا، تطورت أحداث الحرب في اليمن، وشهدت خارطة السيطرة الميدانية تغيّرات هامة في محافظتي مأرب وتعز، حاملة رسالة من التحالف العربي الداعم للحكومة الشرعية، بشأن الاستعداد لحسم الملف عسكريا في حال تواصل فشل المجتمع الدولي في فرض إرادة السلام على المتمرّدين بالاستناد إلى قرارات واضحة من الأمم المتحدة سبق لها أن أدانت التمرّد وحمّلت منفّذيه مسؤولية ما يجري في اليمن. وقال ولد الشيخ، في سلسلة تغريدات عبر حسابه على تويتر، إنه “ناقش مبادرات جديدة للمضي قدما في عملية السلام اليمني مع الوزير الفرنسي للشؤون الخارجية جان باتيست ليموين”. ولم يتحدث ولد الشيخ عن مضمون تلك المبادرات، وما إذا كانت فرنسا، إحدى الدول الخمس الكبرى الراعية للتسوية في اليمن، طرفا في إعدادها أم لا. وأشار المبعوث الأممي إلى أنه عقد عدة لقاءات مع مسؤولين رفيعين في قصر الإليزية، لمناقشة الملف اليمني. وأعرب عن امتنانه لـ”دعم فرنسا المستمر لعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن”. والثلاثاء الماضي، أكدت الخارجية الفرنسية أنها ” تدعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن”، وقالت إنه سيزور باريس خلال هذا الأسبوع. وقال المتحدث باسم الخارجية ألكسندر جورجيني، في تصريحات له “سنستقبل بمقر وزارة الخارجية مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن خلال زيارته لباريس، ونقدم له كل الدعم، ونبقى ملتزمين مع شركائنا لا سيما في مجلس الأمن الدولي للمساهمة في التوصل إلى اتفاق حول حل سياسي في اليمن باعتباره السبيل الوحيد لاستعادة الاستقرار في البلاد وتفادي التهديد الإرهابي على نحو دائم”. ومنذ أكثر من عامين، تقدمت الأمم المتحدة بأكثر من مبادرة لحل القضيّة اليمنية، لكنها فشلت جميعا في تحقيق أي اختراق في جدار الأزمة المتصاعدة. وكانت آخر المبادرات الأممية، خارطة طريق تنص على تسليم ميناء الحديدة غربي البلاد لطرف ثالث محايد وانسحاب الحوثيين منه من أجل تجنيبه عملية عسكرية للتحالف العربي والاتفاق على تحييد الملف الاقتصادي لصرف مرتبات موظفي الدولة المتوقفة منذ 8 أشهر. لكن الحوثيين أعلنوا رفضهم لها، معلنين ولد الشيخ شخصا غير مرغوب فيه بصنعاء.
مشاركة :