رماد سونيا بقلم: علي السوداني

  • 7/1/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

العجوز الرائعة واصلت سرد بقية القصة وأثبتت لسانجي أنها هي من قامت بإرضاع سونيا الجميلة وأن مرضعته هو كانت امرأة اسمها عابدين شاروخان الأول.العرب علي السوداني [نُشر في 2017/07/01، العدد: 10678، ص(24)] سأحدثكم الليلة عن دوخة قائمة على سبع دوخات وقد تصلح لسيناريو مسرحية أو تمثيلية طولها ساعة وبعض من ساعة، كما كان الأمر في الستينات والسبعينات والثمانينات قبل أن تنقرض التمثيلية القصيرة بعد غزوة مهند وبقلاوة العثماني وأليخاندرو المكسيكي وسانجيف الهندي الذي اكتشف ليلة الدخلة أنه قد تزوج من أخته بالرضاعة سونيا، فتخبّل وترك القصر العظيم بما حمل، وهام على وجهه بعيدا وابتنى له كوخا صغيرا. وفي يوم قائظ كان سانجيف نائما في ظل شجرة عملاقة فمرّ من هناك رجلٌ يشبه شامي كابور، ولما رأى الفتى على هذه الحال البائسة أيقظه من إغفاءته اللذيذة وطلب منه أن يقصّ مصيبته عليه ففعل الفتى ساني وكانت دموعه السواخن تهلُّ من عينيه الحمراوين، حتى فاض بها النهر الملاصق للكوخ فحدث الطوفان الذي أتى على سبعين قرية فدمرها وأغرق البشر والزرع والحيوان، وقبل أن تلتهم المياه الوحشية الكوخ المهلهل، قام الرجل الغيور الذي يشبه شامي كابور، بحمل سانجيف المجنون على ظهره القوي وصعد به فوق قمة جبل. كانت الأمطار تهطل غزيرة جارفة، لكن العناية الإلهية قد وفرت لهما غارا دافئا تعيش ببطنه عجوز عمرها مئة وإحدى وأربعون سنة وزوجها الأكبر منها بعشرين سنة، قدما لهما طعاما ساخنا من شوربة العدس المطبوخة مع لسان الطير فأكلا حتى شبعا وناما وشخرا شخيرا مزلزلا، فخشيت العجوز من أن يقوما ببلع لسانيهما أثناء النوم فأيقظتهما وقلبها يكاد يتفطر على منظر الولد ساني، فسألته عن سر الحزن الكبير الذي يلوّن وجهه فردّ عليها ماذا أقول لك يا أماه والشقّ كبير والرقعة صغيرة، فقالت قل قصتك علني أساعدك، ففعل، فضحكت المرأة العجوز ضحكة مجلجلة فزّ بسببها شبيه كابور وهرب من الغار وترك خلفه جاكيته الجلدي الثمين الذي كان اشتراه من معمل قنادر باتا أيام دراسته طب الأعشاب ببغداد العباسية العليلة. ظل الفتى سانجيف الذي استعاد عقله الآن حائرا وهو يسأل العجوز الساحرة عن سبب ضحكتها القوية، وبعد أن شلعت قلبه الرهيف وحطمت ما تبقى من أعصابه قالت له إنها تعرف البنت سونيا التي ماتت أمها بعد ولادتها بدقيقة واحدة كانت كافية لإهداء البنت ابتسامة مشرقة. واصلت العجوز الرائعة سرد بقية القصة وأثبتت لسانجي أنها هي من قامت بإرضاع سونيا الجميلة وأن مرضعته هو كانت امرأة اسمها عابدين شاروخان الأول، ففرح الولد بما سمعه وباس رأس ويد العجوز وعاد مسرعا إلى قصره، لكنه لم يجد حبيبته سونيا فسأل رئيس الطباخين الذي بكى بكاء مريرا وأخرج من جيبه قارورة من فخار وقال هذه هي حبيبتك وقد أوصت أن نسلمك رماد جسدها الطاهر. علي السوداني

مشاركة :