كتب: عمار عوض نجح إيمانويل ماكرون في الذهاب بفرنسا إلى آخر الشوط علي طريقة الانطلاقات المبهرة لأفراس مسابقات القدرة ، محققاً شعاره المستوحى من كلمات ألبير كامو: «كل جيل يعتقد بلا شك أنه محكوم عليه بإعادة تشكيل العالم، وقد تكون مهمة جيلنا أكبر: فهي تتمثل في منع العالم من التراجع عن ما أنجز» وهو قد نجح في منع تدحرج فرنسا إلى قاع اليمين المتطرف، وبالتالي أوروبا نفسها نجت من ذلك المصير بعد ما فشل الشعبويون في النمسا ومن ثم هولندا والآن باريس، في وقت علت فيه همة المرشحين الألمان بجهة أنجيلا ميركل المستشارة الحالية ومنافسها، الذين أطنبوا في التهليل لفوز الرئيس الشاب الجديد في فرنسا والذي كانت أولى محطاته برلين، حيث بذلت له الوعود لتنفيذ الشعارات التي طرحها، وعنونت مجلة «دير شبيغل» الأسبوعية «الصديق العزيز ماكرون ينقذ أوروبا... ويترتب على الألمان دفع المال» وذلك لأن برلين ينتظرها شوط آخر من سباقات الفورميلا الانتخابية التي تسود في أوروبا، حيث ستعقد فيها جولة يتهددها فيها حزب اليمين البديل المتطرف، الذي يشكل بعبعاً لأيقونة الاتحاد الأوروبي، ورغم أن الوعود التي قطعتها ميركل بالاستجابة لدعوات الإصلاح والاستثمار مع فرنسا تعد شيكات مؤجلة، لأن ميركل ولايتها الانتخابية عليها شهور قليلة وتنقضي، إلا أنها تشكل دفعة معنوية للرئيس ماكرون الذي نجح في الحصول على الاغلبية في الانتخابات التشريعية، وحاز على برلمان يتعايش مع رئاسته، وينهي به حالة الخوف من سيطرة اليمين الذي خسر خسارة مدوية مع ان ماري لوبان استطاعت دخول البرلمان ، وكان ماكرون قد مهد لهزيمتها بتشكيل حكومته بفريق من الوزراء يرأسه يميني، وبه عدد من الاشتراكيين ويمين الوسط من أجل جذب أكبر قاعدة انتخابية لتحالفه الجديد الذي يرفع شعاراً مستتراً «لا يمين ولا يسار».
مشاركة :