تعتبر الدراسة التي قدمت نتائجها أمام جمعية أمراض الغدد الصماء بفلوريدا، الأولى من نوعها من حيث ربط ارتفاع معدلات هرمون الغدة الدرقية في منتصف العمر فما فوق بزيادة خطر الإصابة بالتصلب المتعدد.يقول الباحثون من جامعة اراسموس بهولندا القائمين بالدراسة، إن نتائج الدراسة الحالية لا تعني أن ارتفاع معدلات الهرمون تزيد خطر الإصابة بتصلب الشرايين، ولكنها تشير إلى إمكانية التعرف إلى المرضى الذين هم على خطر التعرض لتلك الحالة المرضية، وهي حالة يحدث بها ترسبات داخل جدر الشرايين ما يتسبب في غلظتها وتصلبها، وتحتوي الترسبات على الدهون، ونفايات الخلايا، والكولسترول، والكالسيوم، ومواد تجلط الدم المعروفة بـالفيبرين أو الليفين؛ وتؤدي تلك الترسبات إلى إعاقة سريان الدم بالشريان ما يزيد من خطر التعرض للذبحة الصدرية (ألم الصدر)، وأمراض الشريان التاجي، وأمراض الشريان السباتي، ومرض الشرايين الطرفية، وأمراض الكلى المزمنة؛ كما يمكن أن تؤدي إلى أمراض القلب والسكتة الدماغية. راجع الباحثون بيانات 9,231 شخصا متوسط أعمارهم 64.7 عام ممن شاركوا في دراسات سابقة، وركزوا على العلاقة بين وظيفة الغدة الدرقية وبين تصلب الشرايين تحت السريري (بدرجة خفيفة)، وكذلك العلاقة بين وظيفة الغدة الدرقية والإصابة بتصلب الشرايين والوفيات؛ مع الأخذ في الاعتبار لعدد من العوامل التي من شأنها التأثير في النتائج مثل عامل العمر، والنوع، ومؤشر كتلة الجسم، والكولسترول، والدهون الثلاثية وعلاجاتها، وضغط الدم وعلاجات ارتفاعه، وداء السكري، والتدخين؛ وكشف التحليل عن أن ارتفاع معدلات الثيروكسين الحر (FT4 ) ارتبط بزيادة خطر الإصابة بتصلب الشرايين والوفاة الناتجة عنها وذلك بطريقة مستقلة عن عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما كشف التحليل أيضاً عن أن ارتفاع تلك المعدلات ارتبط بزيادة خطر تصلب الشرايين تحت السريري وهي حالة تراكم الترسبات، بحيث يمكن كشفها ولكنها لم تؤد إلى التعرض لأمراض القلب والأوعية الدموية.